تم عقد زواجي بشاب وفيه صفات لا ترضيني!
2021-11-09 07:54:21 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة تخرجت في كلية الشريعة، خاتمة للقرآن، نشأت في أسرة متدينة، وتقدم لخطبتي شاب بعيد عن عائلتنا، لكن أبي سافر وسأل وبذل جهده، وكانوا يثنون عليه، وقالوا إنه على خلق عال، ويتحمل المسؤولية، ويحافظ على الصلاة.
استخرت ووافقت، وتم عقد قراني، وأنا في فترة الملكة تعرفت على هذا الشاب، ورأيت منه ما لا يسرني، فكان لا يحافظ على الجماعة، ونصحته فرأيت منه كرهاً للنصح، فلم أكثر عليه خشية المشاكل، وبقيت أدعو له وأقول لنفسي إن أصبحت زوجته سأعينه، وكنا نتحدث عن أبنائنا وطريقة التربية، فرفض بلهجة شديدة أن يدخل الأطفال لدور أو مدارس التحفيظ!
استنكرت ردة فعله الكبيرة لما فيه صلاح الأطفال ولم أكثر معه لما رأيت منه من العصبية والرفض التام.
مع الأيام علمت أنه يستمع للموسيقى، فسألته إن كان يرى حلها فقال إنها حرام لكن لا تضره! فنصحته بلطف وهدوء كالعادة، وعرفت أنه لا يرضى بأن أنصحه، فطلبت منه أن لا يرسل لي الموسيقى، وأن لا أسمعها معه أبدًا، واحتد النقاش هنا فلم أستطع أن أصمت لأن الإثم هنا يتعداه ويصلني، وفي أثناء النقاش قال إني متشددة، وبيئتي وتخصصي يؤثران علي سلباً!
تناقشنا خمس مرات تقريباً خلال ثلاثة أشهر على أمل أن نصل لحل، فمرة وعدني وأخلف، ومرة كتبنا وثيقة ونقضها، ويمنيني أنه سيتغير، لكن نقاشنا الأخير قال فيه: إما أن أسمعها معه أو أنه لن يعيش معي أغلب حياته.
تعبت ولكنني أحبه ورسمت أحلامي معه، فقررت الطلاق وتقديم رضا الله لما رأيت أنه لن يعينني على طاعته وإنشاء أسرة تخاف الله أعطيته فرصة ولا فائدة، ولكن أشعر بتأنيب ضمير وبألم، لأني أحبه ولا يناسبني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شروق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- الحريصة على الخير، نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
قد أحسن الوالد عندما سافر واجتهد ليتعرّف على الخاطب، والخطبة أيضًا هي وسيلة شرعية للتعرُّف أكثر وأكثر على الخاطب، ومن حق الفتاة أن تختار الحياة التي تنال فيها رضا الله وتختار الزوج الذي يُعينها على طاعة الله تبارك وتعالى، ومن ترك شيئًا لله عوّضه الله تبارك وتعالى خيرًا.
إذا كان هذا الشاب حريصًا عليك فعليه أن يتوب ويعود إلى الله تبارك وتعالى، ويتخلّى عن هذه الممارسات، وإلَّا فنحن نوافق على اختيارك في أن تختاري حياتك، ورضا الله تبارك وتعالى، ونبشّرك بأن حقك عند الله لن يضيع، وسيعوضك الله خيرًا، وسيعينك أيضًا على نسيان هذا الماضي، ونسأل الله أن يضع في طريقك مَن يُسعدك ومَن يكون عونًا لك على الطاعات، حتى تُكملي هذا المشوار، وحتى تُنشئي الذرية التي تُرضي الله تبارك وتعالى.
أحب أن أؤكد لك أن الخطوات التي قمت بها صحيحة، في موضعها الصحيح، ونتمنَّى أن يكون اختيارك في كل الأحوال عن قناعة ورضا، واستخيري، وشاوري أهلك، وانظري في الخيارات البديلة، وكما قلنا: اجعلي أيضًا الأبواب مفتوحة له في حال عودته وتوبته وأوبته وندمه على هذا الذي حصل، وتغيير طريقته في الحياة.
الفتاة الصالحة غالية، والذي يريد أن يُكمل معها مشوار الحياة لا بد أن يُقدّم تضحيات، وأنت طلبت أموراً فيها رضًا لله تبارك وتعالى.
اثبتي على ما أنت عليه، ونبشّرُك بأنك لن تضيعي عند الله تبارك وتعالى، ونتمنّى أن تجدي من أهلك مَن يتفهم هذا الوضع، ويُوصل للشاب ولأهله الرسالة الواضحة، والصحابية – رضي الله عنها – قالت لزوجها أبي طلحة: (مثلُك لا يُرد، ولكنّك رجلٌ كافر، فإن أسلمت فذلك مهري)، فكانت من أبرك النساء مهرًا؛ لأنها أدخلت رجلاً في دين الله تبارك وتعالى، وعلى خُطى الصحابيات تسيرُ بناتنا الصالحات، ونسأل الله أن يجعلك منهنَّ، وأن يعوضك خيرًا.
نسعد في الاستمرار بالتواصل مع الموقع، حتى نُعينك على تجاوز هذه العقبات، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.