أشعر بالخوف والارتباك من علاقتي بخطيبتي، ما تفسير ذلك؟
2021-11-15 23:33:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة رأيت فتاة أعجبتني على الفيس بوك، وبعد بحث طويل عنها تأكدت من أهلها أنهم على أخلاق عالية ودين، فقلت لأهلي بأن يتقدموا بخطبتها لي، وكنت مصرا بشدة على هذه الفتاة.
بعد ثلاثة أشهر من الانتظار تقدموا لخطبتها، مع العلم أنني لم أتواصل معها نهائيا، وأردت أن يكون الأمر رسميا.
كان جواب أهلي إيجابيا، وأعجبوا بالفتاة وأهلها، وتمت الموافقة بأن أحضر أنا وأهلي في المرة القادمة، وبعد أن جلست مع الفتاة كان هناك موافقة من طرفي، فالفتاة مؤدبة وصاحبة خلق ودين وعلم.
جلسنا بعدها مرتين وأعطونا رد بالموافقة، وقمنا بقراءة الفاتحة على نية التوفيق، وصار كلام متبادل فيما بيننا، وبدأت مشاعر الحب تظهر على كلينا، وإلى اللحظة لم أر شيئا سلبيا بالفتاة أو أهلها؛ سوى أنها تريد فترة الخطوبة سنتين.
لا أعرف لماذا قلبي مرتبك، أشعر بالضيق أحيانا بالرغم من عدم وجود سبب واضح، ربما لم نأخذ على بعضنا البعض كما يجب، ولكنني أشعر بالخوف والارتباك رغم حبي للفتاة.
أريد التنويه بأنني خضت علاقة قبل عام ونصف مع فتاة، وكان بيننا حب كبير، وتمت قراءة الفاتحة ولكننا افترقنا، وكان لذلك أثر سلبي في قلبي.
بعد أن تعرفت على هذه الفتاة الجديدة، يخطر ببالي أحيانا علاقتي مع الفتاة القديمة التي تركتها، أشعر بضيق داخلي.
أتمنى أن تعطيني النصيحة لكي أتخلص من شعور الضيق، ويعود قلبي للاطمئنان من جديد، ويشهد ربي أنني أحببتها، ولا أريد أن أتخلى عنها أبدا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به.
وثانيًا: نشكر لك -أيها الحبيب- حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى واجتناب محارمه، وإتيانك البيوت من أبوابها، وهذا دليل على حُسنٍ في إسلامك ورجاحة في عقلك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا، ويوفقك لكل خير.
وثالثًا: ما تجده -أيها الحبيب- من ارتباك أو من قلق لعلَّه من آثار تجربتك السابقة في خطبتك السابقة، ولكننا نرى أنك في هذه المرة سائرٌ في طريق النجاح، فكل ما اتخذته من خطوات سابقة يظهر منه أنك قد وُفقت في الاختيار ووفقت في الإجراءات التي اتبعتها، ولذلك لا داعي للقلق، ومن أعظم الأسباب التي تدفع عنك القلق والارتباك أن تعلم أن الله -سبحانه وتعالى- قد كتب مقادير الناس قبل أن يخلقهم، فكلُّ شيءٍ قد كُتب، فقد كتب الله تعالى مَن هي التي ستتزوجُها، وذلك المكتوب هو الذي سيقع، وسييسرُ الله تعالى أسبابه.
فدع عنك إذًا القلق والضيق والارتباك، وخذ بالأسباب المتاحة الممكنة، واعلم بعد ذلك أن ما سيكون أو ما سيقع هو الذي يختاره الله تعالى لك، وهو أعلم بمصالحك، وقد قال سبحانه وتعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلَّا في كتابٍ من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}.
فدواء الارتباك الإيمان بالقضاء والقدر، وأن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فواصل طريقك باطمئنان وهدوء، وحاول أن تُقنع أهلك وأهل خطيبتك كذلك بأهمية التبكير بالزواج وعظم المنافع المترتبة عليه من تحصين النفس وتحصيل الأولاد، وأنه لا داعي يدعو إلى التأخير، ما دامت الظروف مواتية والأمور متاحة، فالخير كل الخير لك ولخطيبتك التعجيل بالزواج ما أمكن.
ونظنُّ أنه باستعمال أساليب حكيمة للإقناع وبيان المنافع والمصالح المترتبة على التعجيل سيقتنع الجميع بذلك، نسأل الله أن يُقدّر لك الخير حيث كان.
وممَّا ينبغي أن نلفت انتباهك إليه -أيها الحبيب- أن المخطوبة قبل العقد عليها لا تزال أجنبية عنك، فيجب عليك أن تحفظ الحدود الشرعية، وإنما أباح الشارع النظر إليها من أجل أن يُقرِّر الإنسان الخطبة أو عدم الخطبة، وما عدا ذلك فإنها تبقى أجنبية، يجب عليك أن تتجنب الاختلاء بها، والكلام معها كلامًا يُثير الغرائز، ويبتعد عن الضوابط الشرعية، ونحو ذلك من المخالفات الشرعية.
وفي الاستمرار على هذه المخالفات -لا سيما مع طول فترة الخطبة- ما يجعله الله تعالى سببًا للنفور بين الرجل ومخطوبته، ولهذا فالخير كل الخير في طاعة الله تعالى والوقوف عند حدوده.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.