أشعر بضيق في صدري وأغضب لأتفه الأسباب، فما علاج ذلك؟
2025-04-14 01:00:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دائمًا ما أشعر بضيق في صدري، وأغضب لأتفه الأسباب. لا أجد سببًا عضويًا أو عائليًا أو دراسيًا يفسر حالي. لم أعد أترك غرفتي إلا نادرًا، ولم أعد أصلّي إلا الجمعة. تركت أصحابي ودروسي، وتوقفت عن حفظ القرآن. استمر هذا الحال لثلاث سنوات.
أحيانًا يتحسن حالي وأعود لصلاتي وصحبتي، لكن لا يستمر ذلك شهرًا حتى أعود لما أنا فيه الآن. منذ سنة وأنا أفكر في الانتحار، وأقدمت عليه أكثر من مرة، لكن كنت أفشل، والجروح والآلام الناتجة منها كانت تزيد من إصراري على الموت. لا أدري لم وقعت في هذه الحالة، ولا أرى دافعًا للقيام منها، فقط أنتظر الموت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجلب لك الطمأنينة والصحة والأمن والأمان.
أنت لم تقع، بل أنت تستطيع أن تستأنف حياتك بأمل جديد وثقةٍ في ربِّنا المجيد، فاجتهد في المحافظة على الصلاة، وعُد إلى الله تبارك وتعالى، وخالف هذه الوساوس والنوازع الداخلية التي تجرُّك إلى الوراء. وإذا كنت -ولله الحمد- تتحسَّن أحيانًا، فهذا يُبشِّرُ بأن التحسُّن الدائم سوف يأتي، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
ونحب أن نذكّرك بأن ضيق الصدر هذا بحاجة إلى الأذكار، توجّه إلى الذي بيده ملكوت كل شيء، ولا مانع من أن تعرض نفسك على راقٍ شرعي يُقيم الرقية الشرعية على قواعدها وضوابطها الشرعية.
وننصحك أيضًا بمسألة مهمّة، وهي ترداد دعوة نبي الله يونس: {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، فإني وجدتُّ بعقبها يقول: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ}، فهذا الحزن والضيق الذي يأتيك له علاقة بالأذكار والأدعية.
وكذلك أيضًا عليك أن تُردد وتنفذ قول الله تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}، ما هو العلاج يا رب؟ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}، إذًا علاج الغم وضيق الصدر والهم في الآية الأولى: {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} تُكثرُ منها.
الأمر الثاني: التسبيح له علاقة كبيرة، وهو علاج ربّاني، فقد قال: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}، ما هو العلاج: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}.
الأمر الثالث: كثرة السجود – يعني كثرة النوافل – فإنه أيضًا مصدر الطمأنينة، وفي سجودك أطِل السجود بين يدي الله، وادعُ الله، فقَمِنٌ أن يُستجاب لك، كما قال ﷺ: (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِيهِ مِنَ الدُّعَاءِ؛ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)، فهذا موطن من مواطن استجابة الدعاء.
وممَّا ننصحك به الإكثار من (لا حول ولا قوة إلَّا بالله)، فهي ذكرٌ واستعانة وكنز. كذلك الإكثار من الاستغفار والصلاة والسلام على نبينا المختار.
أرجو أن تُنفذ هذه الأشياء بيقين، ثم تابع مع موقعك، ولا مانع -كما قلنا- من أن تقرأ على نفسك، والأفضل أن تذهب إلى راقٍ شرعي متخصص، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
أمَّا الانتحار، فنحذّرك من مجرد التفكير في هذا، فهو أمر محرم وكبيرة من الكبائر، وأرجو ألَّا تفعل، لأن في ذلك خسارة الدنيا والآخرة. نحن عندنا أمل كبير وثقة في ربنا المجيد أنك ستعود مثل ما كنت بل أفضل ممَّا كنت، فاتخذ الأسباب، وتوكل على الكريم الوهاب، واحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز.
والله الموفق.