كيفية التعرف على المواهب واكتشاف القدرات الشخصية
2006-02-25 11:14:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أرجوكم ساعدوني أنا لا أعرف ما هي قدراتي، ولا أعرف إلى ماذا أميل، فهل من منقذ؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الإنسان يمكنه أن يعرف مقدراته؛ وذلك بالنظر إلى درجة تكيفه الاجتماعي، أي كيفية تعامله مع الآخرين وقبولهم ومشاعره نحوهم، وهل هم يقبلونه أم لا؟
كما أن الإنسان يمكنه أيضاً معرفة قدراته بمستوى نضوجه العاطفي والوجداني، أي هل التصرفات التي يقوم بها في مرحلته العمرية هي اللائقة والمقبولة في مجتمعه؟ والناحية الثالثة هي المقدرات المعرفية، ومستوى ذكائه وإدراكه، وهذا يكون أيضاً بمدى نجاحه وتفوقه في دراسته.
إذن هذه هي الركائز الثلاث التي يمكن أن يحدد بها الإنسان مقدراته.
تُوجد بعض الاختبارات المتعلقة بتحديد المقدرات والمواهب والميول، وهذه الاختبارات هي اختبارات نسبية يقوم في بعض الأحيان تطبيقها بعض الأخصائيين النفسيين، ولكن قطعاً لا نستطيع أن نقول أن كل ما يأتي في هذه الاختبارات هو صحيح.
الجزء الآخر من سؤالك، وهو أنكِ لا تعرفين ميولك كما ذكرت، فإذا كنت تقصدين الميول العلمي أو الدراسي فأقول: دائماً على الإنسان أن يحاول تحديد ميوله حسب مقدرته، أي إذا كان يود دراسة الجانب العلمي أو الجانب الأدبي، كما أن حاجة السوق -أي سوق العمل- هي التي أصبحت الآن تحدد ميول الناس إلى درجةٍ كبيرة، وإن كان ذلك بصورةٍ غير مباشرة.
أنت في الحقيقة محتاجة لأن تجلسي مع نفسك، وتنظري في الأشياء التي ترغبين في دراستها، فهل أنت تفضلين الرياضيات مثلاً، أم علوم البيولوجيا، أم العلوم الأدبية؟ وعلى ضوء ذلك يمكنك أن تحددي ميولك، كما أنك يمكنك أن تسترشدي بأساتذتك والمعلمين الذين تثقين فيهم، فهم إن شاء الله سوف يقدمون لك النصح، وسوف تجدين منهم العون؛ لأنهم على درايةٍ كبيرة بمستواك ومقدراتك في نفس الوقت.
لا نستطيع أن نقول أن هناك حداً فاصلاً لتحديد المقدرات أو الميول، إنما هي أمور نسبية، وعليك أن تنفذي ما ترغبين فيه ما دام عملاً طيباً، كما أن عليك أن تكوني متزنة في تفكيرك، وأن لا تكوني مبالغة أو تعيشي مع أحلام اليقظة فيما تريدين أن تصلي له، وفي نفس الوقت يجب أن لا تكوني مستسلمة أو متقاعسة، وأن لا تحقّري من قيمة نفسك أبداً.
كما أنه عليك أن تسألِ الله دائماً أن يوفقك ويسدد خطاك، ويُرشدك إلى ما هو خير، ولا يفوتني هنا أن أُرشدك إلى استخارة من بيده الخير سبحانه، ولتكن نهجكِ في كل الأمور التي تحتار فيها.
والله الموفق.
وبالله التوفيق.