أصبت بالوسواس بسبب الأوراق المرمية المكتوب فيه اسم الله
2022-03-22 23:39:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا أنصح الناس بعدم رمي أوراق ومنتوجات بها اسم الله، لكن تصادفني بالطرقات حتى بالأماكن القذرة؛ حيث أنني راسلت مصالح التجارة عن إيجاد حل لكتابة اسم الله على المنتوجات الصناعية التي مصيرها مكب النفايات بعد الانتهاء منها، لكن دون جدوى؛ حيث أصاب بالوسواس القهري حين أرى أي ورقة أظنها مكتوب عليها اسم الله، فماذا أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك - أيها الحبيب - غيرتك على محارم الله تعالى، وتعظيمك لحرماته، وهذا إن شاء الله علامة على حُسنٍ في إسلامك، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، ولا شك أن تعظيم أسماء الله تعالى وآيات كتابه العزيز وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم من أجلّ تعظيم الشعائر، ولكن ينبغي أن تعلم جيدًا - أيها الحبيب - أن الله سبحانه وتعالى لا يُكلّف نفسًا إلَّا وسعها، وأن الشريعة الإسلامية جاءت لرفع الحرج والمشقة عن الإنسان، فقال سبحانه وتعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج}.
ولهذا نحن ننصحك بأن تقف عند الحدود الشرعية لترحم نفسك وتُخلِّصُها من العنت والمشقة الذي يُريدُ الله تعالى رفعه عنك، والحدود الشرعية -أيها الحبيب- هي أنك إذا رأيت ورقةً عليها شيء من أسماء الله تعالى أو من آياته كتابه العزيز وتحقّقت من ذلك وأمكنك أن تصونها عن الامتهان والابتذال بغير مشقّة عليك فافعل، أمَّا أن تتبّع وتبحث في تلك الأوراق هل كُتب عليها أو لم يُكتب عليها فهذا ليس ممَّا كلَّفك الله به، وهو طريق إلى هذه الوساوس التي أنت تعاني منها.
وكذلك إذا شككت هل كُتب عليها أو لم يكتب، فالأصل أنه لم يُكتب، وكذلك إذا شق عليك وأتعبك صيانة هذه الأوراق ولو تأكدتَّ منها، فإن هذا كلّه ممَّا لا تُكلَّفُ به، لما ذكرناه لك من الآيات الدالة على رفع الحرج والمشقة عن الإنسان.
وقد أحسنت في نُصح الناس بعدم رمي الأوراق التي كتب عليها اسم الله، وبذلت وسعك في مراسلة مصالح التجارة لتجنُّب هذا، وهذا جُهدٌ طيب تُشكرُ عليه، فما يحصلُ بعد ذلك فلست مُشاركًا في الإثم فيه، وإنما الإثم على مَن يُلقي هذه الأوراق.
فإذًا ننصحك بأن تهدأ بالاً وتطمئن نفسًا إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يريد بك المشقة والحرج والعنت، وأن تصرف نفسك عن هذا الوسواس الذي تعانيه، ولا علاج له إلَّا بأن تتغافل عنه وتُعرض عنه تمام الإعراض، وتعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يُحب أن تسلك هذا الطريق، وإنما يدعوك إليه الشيطان، فهو من حبائل الشيطان وشِباكه، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل مكروه.