حكم زواج المسيحي بالمسلمة التي لم تجد زوجاً مسلماً
2006-03-16 10:05:15 | إسلام ويب
السؤال:
عمري 43 سنة ولم أتزوج، وتقدم لي شخص مسيحي يريد الزواج مني، وأنا مسلمة، فكيف أتصرف؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Femme حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يكفينا بحلاله عن الحرام، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ويقدر لكِ الخير حيث كان ثم يرضيك به.
فإن قدوتك في ذلك هي الصحابية الجليلة أم سليم، عندما خطبها أبو طلحة الأنصاري وكان كافراً، فقالت له: ما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، فإن تسلم فذلك مهري، فأسلم وتزوجها، فكانت أكرم النساء مهراً، وسعدت في صحبته على طاعة الله.
أما إذا لم يقبل بالدخول إلى الإسلام فلا سبيل له إليك؛ فإن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، ولا مانع من زواج الرجل المسلم بالنصرانية، إذا كانت عفيفة محصنة طاهرة وفق شروط حددها الفقهاء، كأن لا يكون ذلك في ديار الكافرين، حتى لا ينشأ الأطفال على غير الإسلام، ويشترط أن تكون عفيفة مصانة، وأن لا يترتب على ذلك ضرر بالمسلمات، وأن يكون الرجل المسلم صاحب دين يؤثر ولا يتأثر.
أما النصارى فنحن نقول لهم: نحن نتزوج منكم؛ لأننا نؤمن بموسى وعيسى عليهم صلاة الله وسلامه، ولا نفرق بين أحد من رسل الله، فإن آمنتم بمحمد صلى الله عليه وسلم أبيح لكم الزواج من المسلمات، أما إذا أصر على كفره فلا سبيل له إلى أي مسلمة، وذلك شرف لا يستحقه ولا كرامة.
فاتقي الله في نفسك، وقدمي دينك وعقلك على عواطفك، واسألي الله أن يهديه، ويسري له سبيل الهداية، واجعلي شرطك الوحيد هو خضوعه لله بالتوحيد وترك دين النصرانية والتثليث.
وأرجو أن تشغلي وقتك وحياتك بطاعة الله، وأكثري من اللجوء إلى من يجيب من دعاه، وضعي نفسك في مراكز العلم وصحبة الصالحات، واعلمي أن لكل واحدة منهن أخاً أو محرماً يبحث عن الفضليات، واحرصي على أن يظهر للناس أدبك ووقارك، وحافظي على برك وإحسانك.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.
والله الموفق.