نذرت نذرا ولم أعمل به، فماذا علي أن أفعل؟
2022-04-06 01:48:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أسأل: كان لا يثبت في بطني ولد، -والحمد لله- رزقني الله بأعظم هدية طفلي روح قلبي، وأشكر الله عز وجل، ولكن قبل أن أحمل نذرت نذرا بأني في كل شهر سأختم ختمة حتى يكمل طفلي العشرين سنة.
الآن سيصبح عمر طفلي سنة، ولم أختم ختمة واحدة بسبب أنني أعيش مع حماتي في نفس المنزل، وكل شغل البيت وكل شيء فوق رأسي، ومع الاهتمام بطفلي ينتهي النهار ولم أقرأ شيئا، فأنا مشغولة جدا، والمشاكل العائلية تلهيني عن قراءة القرآن بسبب أن حماتي كلما قررت أن أقرأ القرآن تريد أن أشتغل في البيت، وتقول لي: هذا وقت الشغل، وأن سلفي يريد أن يأكل، ويجب علي أن أساعدها، فماذا أفعل كي أوفي بنذري؟ وماذا أفعل حتى أخرج من عند حماتي وسلفي لأنها تريد أن يطلقني ابنها، فحماتي هي خالتي أخت أمي، تهينني وتكبر معي بالكلام، وإذا دافعت عن نفسي أو عن أهلي المتوفين تنكد علي عيشتي، وتذكرني بمرضي، وتذكرني أنها تفضلت علي بأنها أخذتني لابنها، وتذكرني بأنني كنت مطلقة، وأن ابنها أعزب، وإذا تكلمت بكلمة عما في قلبي تقوم الدنيا علي، أرجوكم اعطوني الحل لأنني تعبت كثيرا.
هي تشك في منذ فترة، حيث كنت أكلم خالتي الأخرى فاقتحمت حماتي غرفتي، وتقول لي: أنت تكلمين شبابا، وأنا والله كنت أكلم خالتي، فتحت السبيكر وسمعتها صوت خالتي الأخرى، أرجوكم اعطوني الحل، وآسفة على الإطالة، وشكرا لكم، ودمتم سالمين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غزل المحتسب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى لك الإعانة على الخير، وتيسير ما نذرته.
والنذر - أيتها البنت العزيزة - هو إيجاب الإنسان على نفسه من الطاعات ما لم يُجبه الله تعالى. الشرط إذًا للنذر الوفاء به هو أن يكون في طاعة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ)، وبلا شك أن ختم القرآن كل شهرٍ طاعة، فيجب الوفاء بهذه الطاعة، واعلمي أنك مأجورة مكتوب لك ثواب هذا العمل، وإن كان أصل النذر لا يُرغّب فيه الشرع، لأنه إلزامٌ للإنسان ما لم يُلزمه الله تعالى به، وقد يثقل عليه، كما هو حالك الآن.
لكن ما دام قد حصل النذر فالواجب الوفاء، وقد وصف الله تعالى أهل الجنّة بأنهم يُوفون بنذورهم، وقال سبحانه في سورة الإنسان: {يوفون بالنذر ويخافون يومًا كان شرُّه مستطيرًا}، وقراءة القرآن في الشهر مرة أمر سهل يسير، في كل يومٍ جزء، والجزء لن يستغرق منك أكثر من عشرين دقيقة إلى خمسة وعشرين دقيقة، قراءة سهلة، تُقيمين فيها أحكام الحروف، لا تُخلّين فيها بالأحكام.
فالأمر سهل يسير، ولعلَّ في ذلك خير لك، أن ألزمت نفسك بأن تقرئي القرآن، فالواجب عليك أن تحافظي على قراءة القرآن، وأن تختميه كل شهرٍ كما نذرت، ولا نرى أن في هذا من المشقة ما يجعلك معذورة عن الوفاء به، والعلماء يقولون: ما فاتك أيضًا من الختمات يجب عليك أن تختميها، نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير.
وأمَّا عن علاقتك بأم زوجك - وهي خالتُك -: فنصيحتُنا لك - أيتها البنت العزيزة - أن تستعملي معها اللين والرفق والإحسان، فإن الله سبحانه أخبرنا في كتابه الكريم عن أثر مقابلة الإساءة بالإحسان فقال: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم}، فحاولي أن تُجاهدي نفسك وتتغلبي على نفسك بأن تُقابلي إساءة خالتك، والخالة في منزلة الأم، فحاولي أن تصبري عليها، وأن تبُادلي إساءتها بالإحسان، وهذا سيُؤثّر عليها بلا شك، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.
اصبري واحتسبي، فإن عاقبة الصبر خير، والله تعالى يقول: {إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب}.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.