طرق عملية لتنشيط الذاكرة وحفظ المعلومات
2006-02-25 13:04:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني المشرفين على هذا الموقع النادر أتمنى لكم كل الخير في الدنيا والآخرة وجزاكم الله خيراً، أما بعد:
فأنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، درست سنتين بمعهد للكمبيوتر والإلكترونيات وكذلك طالب بالسنة الرابعة شريعة، ومشكلتي في الذاكرة وليست أي مشكلة فعندما أقرأ أي معلومة من أي كتاب وأقول في نفسي أني أريد أن أحفظ هذه المعلومة فنادراً ما أستطيع أن أحفظها، وكذلك 80 % من المعلومات التي درستها في المدرسة والمعهد والجامعة قد نسيتها، وهناك كتاب قرأته ممكن 7 مرات عن الفقه الشافعي لا أذكر منه إلا القليل وكذلك القرآن الكريم.
علماً أنني في الحياة العملية والعمل وعلاقتي مع الآخرين لا يبدو لدي أي مشكلة في الذاكرة، وكذلك أستطيع أن أتذكر ذكرياتي الماضية بشكل ممتاز وبتفاصيل جيدة، (وفي قرارة نفسي أعتقد أن الله تعالى يعاقبني بنسيان المعلومات لأنه ما من مشكلة أو مأزق يحدث لي إلا خرجت منه بسلام، وكذلك فإني محبوب جداً من الناس، ونادراً جداً أن يكرهني أحد، وحياتي سعيدة بفضل الله رغم أنني أعصي الله أحياناً).
دلوني على الحل لأنني أريد أن أكون داعية إلى الله ويجب أن يكون لي حجة في الكلام والمناقشة، وهل هناك طرق قوية لتنشيط الذاكرة؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/كامل حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً: قضية الذاكرة والإدراك وتسجيل المعلومات، وإخراجها مرةً أخرى، تتفاوت من إنسانٍ لآخر.
من الأسس والأطر الأساسية التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يحتفظ بالمعلومات أن يستقبل المعلومة بكل حواسه، أي حين أسمع شيئاً من إنسانٍ يجب أن أستعمل حاسة السمع وحاسة النظر وكل مشاعري تكون مع هذه المعلومة، أي أن لا أكون منشغلاً أو مشتت البال في مواضيع أخرى؛ لأن قوة استقبال المعلومة والرغبة في هذه المعلومة تجعلها تسير بالمسارات العصبية والوجدانية الصحيحة، ويتم تخزينها في مركز التخزين في الفص الصدغي في المخ، وبعد ذلك يستطيع الإنسان إخراجها والاستفادة منها حين الحاجة إليها.
إذن أيها الأخ الكريم الشيء الأساسي هو أن تركز في استقبال المعلومات، هذا هو الأمر الأول .
الأمر الثاني: أن تستذكر الأشياء التي تتطلب الحفظ في الأوقات التي تكون فيها أكثر راحةً، وذلك في أوقات الصباح، وهذا قطعاً يذكرنا بضرورة أن يتناول الإنسان القسط الكافي من الراحة، أي أن ينام في الوقت المطلوب، وأن يقوم بالنشاطات الحياتية في الوقت اللازم.
لقد اتضح أيضاً أن ممارسة الرياضة تقوي من الذاكرة، وقد يستغرب الإنسان لذلك، ولكن هذه حقيقة علمية، فالرياضة بجانب أنها تقوي الأجسام فهي تقوي النفوس والعقول أيضاً إن شاء الله، وذلك بتنشيط الدورة الدموية، وبعض المواد التي تتطلبها الذاكرة.
إذن عليك أيضاً بممارسة الرياضة.
أيضاً وُجد أن قراءة المواضيع القصيرة تُساعد في استدراكها، ولا شك أن التكرار هو من الوسائل الطيبة جداً، كما أن الإكثار من النقاش والحوار وإعادة المعلومة التي قرأتها سوف يساعد في تقوية ذاكرتك بإذن الله.
لا أنسى أيضاً أن أشير إلى أن الإنسان الملتزم بمراجعة القرآن وقراءته بالصورة المطلوبة لا شك أن ذلك يُساعد في تقوية ذاكرته، وأنت إن شاء الله مدركٌ لهذا الجانب، ولكن رأينا أن نذكرك به من أجل أن نزيد من الحرص.
لقد حزنت جداً حين ذكرت أنك تعصي الله أحياناً، فمعصية الله تجلب التشتت في الذهن، وهي بلا شك لا تُساعد في الاستذكار، وذلك بجانب أنها إثم، فأرجو أيها الأخ المبارك أن تحاول أن تصحح مسارك في ذلك، خاصةً وأنك تريد أن تكون داعية إلى الله، ومن شروط الدعاة عدم المعصية، وعليك أن تدعو الله كثيراً لنفسك بأن يقوي من إيمانك وذاكرتك.
في مثل عمرك أيضاً ربما يكون هنالك بعض القلق البسيط وعدم الارتياح الداخلي الذي ربما لا تحس بها، هذا أيضاً ربما يؤدي إلى تشتت في الذاكرة، ولذا أود أن أنصح لك بعلاجٍ بسيط جداً وغير إدماني وهو من أحد الأدوية المضادة للقلق، ويُعرف باسم فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجرام في اليوم، أرجو أن تتناول هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.
كما أنه من الضروري جداً بالنسبة لك أن تتناول الأطعمة بصورةٍ متوازنة، أي أن تحرص على أن يكون طعامك متوازن ويحتوي على كل المتطلبات الضرورية للغذاء الصحي، وقد ذُكر أن تناول فيتامين (E) والحليب يُساعد أيضاً في تقوية الذاكرة.
وبالله التوفيق.