أعاني من دوخة والفحوصات سليمة.. فكيف أتصرف؟
2022-05-15 03:54:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير.
أنا فتاه عمري 24 سنة، تخرجت هذا العام في كلية الهندسة، وفي آخر شهر انضغطت ضغطا شديدا في مشروع التخرج، وأيضا كنت أحاول التخلص من خطوبة غير موفقة، فأدى ذلك أني أصبت فجأه بشعور أن رأسي غير متزن، وسيسقط مني، حاولت عدم الاهتمام، ولكن الأمر كان شديدا، كشفت أنف وأذن ثلاث مرات، وكانت النتائج سليمة، وعملت فحص اتزان vng وكان سليما، كشفت مخ وأعصاب عند أربعة أطباء مختلفين، وكان كل شيء سليما، وقالوا أنه اضطراب نفسي.
أشعر أن الأرض غير ثابتة تحت قدمي في كل الأحوال، وقوف، جلوس، صلاة، فقط يذهب عند النوم، وأحيانا أشعر بأعراض لا يراها غيري، أهلي يروني سليمة جدا، لكني أتألم داخليا، لا أسقط ولا يغمي علي ولا أشعر بغثيان ولا قيء، فقط الأرض غير ثابتة كأنها تهبط، وأحيانًا أشعر أن جسدي نفسه يهتز.
هذه الحالة منذ سنة، وما زلت لم أجد حلا غير التضرع والدعاء، أحاول أن أجتهد في طلب العلم الشرعي، وتعليم القرآن الكريم، وحضور مجالس الذكر، ولكن الشعور بالتعب هذا لا يفارقني أبدا طول اليوم، ولا أخفي أن موضوع الرؤية الشرعية يؤثر علي سلبا، إذ يتقدم لي الكثير، ولكنهم غير مناسبين، أو المناسب منهم يرفض، لأني أتمنى شخصا ملتزما محافظا على دينه، وسنة نبيه، وأهلي دائما يقولون أني متشددة، وأشد على نفسي في الاختيار، ولكني لا أبتغي إلا الصالح، وهذا الأمر يؤثر سلبا علي، فكيف أتصرف؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر الشبكة الإسلامية، وأبارك لك تخرُّجك كمهندسة حاسوب، جعلك الله من المتفوقات ونفع بك.
واضح من سؤالك أنك تتألّمين داخليًّا ألمًا شديدًا - عافاك الله وخفّف عنك - مع أن مَن حولك وأسرتك لا يُلاحظون هذا الألم، إلَّا أنك تعانين بصمت.
أنت متألّمة ممَّا تشعرين به من حسِّ الدوّاخ (الدوّار) وعدم الاتزان، ولكن طالما أنك ذهبت إلى كل هؤلاء الأطباء، وكان عددهم كبيرًا، ما شاء الله، أكدوا لك أن من خلال تخصص الأنف والأذن والحنجرة، وكذلك تخصص الأعصاب، وأجروا لك اختبار التوازن، فأكدوا لك أنه لا يوجد سبب عضوي بدني لهذا الحس، فأنا أتساءل: هل هو بسبب الأرق والقلق والتعب؛ مع شدة الحساسية من طرفك؟
أنصحك في هذه المرحلة أن تحرصي على اتباع نمط حياة صحيّ، وخاصة في جوانب أربعة:
الأول: النشاط البدني والرياضي.
الثاني: الحرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن.
والثالث: أخذ الساعات الكافية من النوم.
والرابع: لا تحتاجين أن أذكّرك به، وواضح من سؤالك أنك محافظة عليه، وهو الإقبال على الله سبحانه وتعالى بالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن.
بارك الله فيك أنك تتطلعين لخطيبٍ وزوجٍ ملتزمٍ محافظٍ على دينه وسُنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم، فنعم هذه الحياة التي ستعيشينها مع هذا الزوج بهذه الموصفات سيسعدك -بإذن الله تعالى-، وتكوّنان أسرة ناجحة، فاحرصي على حُسن الاختيار، واظفري بصاحب الدين والخُلق، تَرِبتْ يداك.
وأخيرًا: لا تنسينا من دعوة صالحة في هذه الأيام والليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وبإذن الله تعالى نسمع أخبارك الطيبة.