معالجة ضعف الثقة بالنفس عند الابن
2006-02-26 11:50:49 | إسلام ويب
السؤال:
ابني عديم الثقة بنفسه، ولا يحب الدراسة أبداً، عمره 9 سنوات، وكيف نوجه ونشرح لبناتنا وهن في سن 11 عن الحيض والبلوغ؟
جزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن يرزقنا طاعته والخاتمة المرضية.
فإن بناء الثقة في نفوس الأطفال من صميم مهام الآباء والمعلمين والأمهات، وثقة الطفل بنفسه سبب لنجاحه وخلاصه، وسبيل إلى تفوقه واستقراره، وإذا توفرت في البيت جرعة العاطفة والاهتمام، فإن الطفل يصبح من القادة العظام الذين يفخر بهم أهلهم وينصر الله بهم دين الإسلام، والمربى الناجح يغرس الثقة في نفس الطفل، ويساعده على تنميتها ورعايتها بالتشجيع والثناء والتركيز على الإيجابيات، وتوقيرهم في المحافل الجامعات مع تأنيب المخطئ بلطفٍ في الخلوات، مع ضرورة تجنب التوبيخ وتفادي السيئ من العبادات.
وأرجو أن تحرصوا على عدم تكليفه فوق طاقته، وعدم مقارنته بأقرانه، وعدم حرمانه من اللعب مطلقاً، والعدل بينه وبين إخوانه، ومساعدته في فهم الدرس وتشجيعه على زيادة الصالحين من زملائه.
أما بالنسبة لعدم حبه للدراسة، فلابد من معرفة أسباب ذلك، وإذا عرف السبب بطل العجب، فقد يكون أسلوب المدرس قاسي، وقد يكون هناك إهمال في المنزل في البداية ولربما كان السبب هو وجود صعوبة جعلته يكره الدراسة، وقد يكون السبب من المنزل لعدم وجود تنظيم للأوقات، ومن هنا مفتاح الحل بأيدينا بعد توفيق الله.
وهناك علاقة وثيقة بين كراهية الدراسة وضعف الثقة بالنفس لأن الطفل تحطمه كلمة جارحة، وتبعث فيه الحياة كلمة طيبة، فإذا قيل له أنت بليد وأنت حمار فإنه سوف يصبح كما قيل له، وإن قيل له أنت ممتاز وذكي وناجح فسوف يصبح كما نؤمل، والحقيقة لا يوجد طفل بليد، ولكن يوجد أطفال لم نتمكن نحن كمعلمين وآباء من اكتشاف مواهبهم وتوجيهها، فما من إنسان إلا وله جوانب يتميز فيها يفوق فيها سواه – فهل اكتشفنا مواهب هذا الطفل، وأحسنا الاستماع لما يدور في خلده، وحاولنا البحث عن الأشياء التي تضايقه؟
أما بالنسبة لشرح علامات البلوغ للأبناء والبنات، فالصواب أن تتولى الأم بيان ذلك لبناتها، وهذه هي السن المناسبة لذلك ومن الضروري أن يكون ذلك بلطف وهدوء، وأن يرافقه لمسات حانية وعبارات لطيفة، ويمكن أن تقول للبنت: (أنا فخورة بك لأنك أصبحت كبيرة وسوف تكون غداً أماً ناجحة، ومؤمنة مكلفة من قبل الخالق سبحانه ومحاسبة على كل التصرفات، وأنت الآن لم تعودي طفلة، فقد أصبحت امرأة ناضجة ومن علامات وصولك هذه المرحلة التي ننتظرها لتفرح بها ما يلي :-
إنك ستلاحظين بعض التغيرات في أعضاء جسدك.
إنك سوف تلاحظين بعض التغيرات في نبرات صوتك.
وسوف تلاحظين أن الشعر بدأ ينبت في بعض أجزاء جسدك.
وقد ينزل منك دم، وعند ذلك تتوقفين عن الصلاة، وعن دخول المسجد، ومس المصحف والفطر في رمضان مع ضرورة قضاء الصيام دون الصلاة.
ولا مانع من أن تذكريها بأن الذي دفعك للشرح والتوضيح هو الحب والاهتمام بها، وأن الفتاة العاقلة ترجع إلى أمها إذا وجدت أثر للدم، وتسأل أمها عن الأشياء المطلوبة منها، وتحرص على كمال التستر وتبعد عن أماكن الرجال وتتجنب صديقات السوء، وتحمد الله الذي جعلها مسلمة وأكرمها بهذا الدين، الذي يوجهها للخير والطهر والعفاف.
ولست أدري ما هي المناهج التي يتلقاه هؤلاء الأطفال، وأرجو أن يزداد مجهود دور الآباء إذا كانوا يدرسون على المناهج الغربية وفي بلاد العواطف والعواصف، أما بالنسبة لمعظم البلاد الإسلامية، فإن المناهج الدراسية تتعرض لهذه المسائل في مادتي العلوم الشرعية، ومادة العلوم التي يتعرف فيها التلاميذ على الأعضاء التناسلية وخصائص كل عضو، ونحن ننتظر من الآباء والمربين، أن يراقبوا الله في أدائهم لهذا الدور في التربية والتوجيه، وليس من المصلحة الهروب من هذه الأشياء، فإن الطفل سوف يجد الإجابات المدمرة من قرناء السوء، وسوف يسترق النظر إلى القنوات العاهرة التي تدفع للدمار والضياع.
والأسرة الناجحة تفتح مع أبنائها وبناتها أبواب الحوار والوضوح وتحذرهم من الشر مخافة أن يقعوا فيه.
وأرجو أن تعلموا أن طاعتنا لله من أهم الأمور التي تصلح أولادنا، وتبعد عنهم الشر وأهله، كما أن دعاء الوالدين أقرب للإجابة، فلا تبخلوا على أبنائكم بالدعاء، وتجنبوا الدعاء عليهم فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك.
والله ولي التوفيق.