أطلب الله بأن يرزقني سكنا خاص ومستقلا لأرتاح فهل يجوز ذلك؟
2022-08-18 03:15:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على هذا الموقع الجميل والمفيد جدا.
مشكلتي هي هجران زوجي لي، وأنا في بيت أهلي منذ ثلاث سنوات، جاء قبل سنة، وبعدها لم يأت لزيارتنا أنا وابنتي، زوجي يسكن في القرية، والمسافة بيننا ليست بعيدة، ولا يرسل لنا المصروف، فهو يعيش في القرية مع زوجته الأولى، ولو طلبت منه الطلاق سوف يجبرني على التنازل عن حقوقي؛ فلديه مبلغ من المال منذ سنتين لم يقم بإحضاره لنا -نفقتنا-، واضطررت إلى العمل حتى أنفق على نفسي وابنتي.
المشكلة الأخرى الحساسية بيني وبين أخي وزوجته، علما بأنه يسكن في شقة منفصلة، إلا أن زوجته تجلس معنا أكثر الأوقات؛ وجلوسها يسبب الحساسية لي مع ابنتي وابنتها، وتغير أخي علينا، ومنزلنا صغير جدا.
صرت أتضايق بشدة، ولو حصل أي أمر تقول أمي نحن المخطئون، أحسست أنني ثقيلة في بيت أهلي، لذلك أدعو الله أن يرزقني منزلا باسمي أعيش فيه مع ابنتي، وييسر عملا ودخلا أقدر أن أعيش منه، لأن وظيفتي مختلطة وأرغب في الراحة من المشاكل، وأتمنى العمرة مع ابنتي، فادعو الله دائما بذلك، فهل يجوز؟
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك مجدداً في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقضي حاجاتك كلها، ويكفيك بحلاله عن حرامه، ويصلح ما بينك وبين زوجك.
ثانياً: بالنسبة للدعاء الذي تسألين عنه دعاء جائز، فليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، وهذا هو الدعاء الذي أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن الله يجيبه، أي الدعاء الذي ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، فسؤالك لربك أن يرزقك بيتاً مستقلاً سؤال مباح، وطلب من الله تعالى لنوع من أنواع الرزق.
وأما سؤال الله تعالى وطلبه أن ييسر لك العمرة فهذا أيضاً دعاء حسن ومقصود ديني، ونحن نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير وأن يستجيب دعاءك فيما فيه خير لك، ونبشرك -ابنتنا العزيزة- بيسر الله تعالى وفرجه، فإن الله تعالى أخبر أن بعد العسر يسراً، فقال: (إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا)، والعلماء يقولون لا يغلب عسراً يسرين، لأن العسر ذكر بنفسه مرتين واليسر ذكر صيغة النكرة، أي أن الثاني غير الأول، فهناك يسران والعسر واحد، وفرج الله تعالى قريب، ولكن الله تعالى يبتلي هذا الإنسان لحكم عظيمة، فيضيق عليه في رزقه أو يبتليه في جسده وفي أحبابه، أو في غير ذلك من أنواع البلاء، لما يعلمه سبحانه وتعالى من الخير لهذا الإنسان بعد هذا البلاء.
ففي هذا الابتلاء والامتحان والشدة والضيق تكفير للذنوب والسيئات، وفيه رفعة للدرجات، وفيه تعويد الإنسان على الصبر، وتزهده في الدنيا وتوجيه رغبته إلى الله تعالى وإلى الدار الآخرة، إلى غير ذلك من الحكم البالغة، فالله تعالى لا يفعل شيئاً عبثا.
فنصيحتنا لك أن تتوجهي إلى الله تعالى بقلبك وتشكريه على كل ما يقدره عليك، وترضي بالألم والضيق مع ملازمة الصبر الجميل، الصبر الجميل هو الصبر الذي لا شكاية فيه، ومما يعينك على ذلك أن تعلمي أن كل ما يمر بك في حياتك من المضايق والشدائد أجرها مدخر وثوابها مكتوب، وأن تتذكري أن أصحاب البلاء يأتون يوم القيامة بحسنات كثيرة حتى يتمنى أصحاب العافية الذين لم يبتلوا في الدنيا أنهم كانوا قد ابتلوا مثلهم، لما يروا من عظيم ثواب الله تعالى لأهل البلاء، فقد قال الله في كتابه: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ويقدر لك الخير حيث كان ويكفيك بحلاله عن حرامه.