كيف أتعامل مع أمي وزوجها الذين يحاولون السيطرة عليّ؟

2025-01-12 22:34:27 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله

أنا مراهق، وبعمر 18 سنة، وأمي تحاول السيطرة والهيمنة على حياتي الشخصية، ولا تعطيني مساحة شخصية، فمثلًا لا تريدني أن أرتب أغراضي كما أريد، بل تتدخل في كل كبيرة وصغيرة، وهذا يزعجني كثيرًا، وأقول لها مرارًا وتكرارًا ولكن دون جدوى، ولا تتركني أغيِّر أماكن بعض الأمتعة، ويتطور الأمر إلى شجار عنيف بيننا، وعندما أطلب منها الهدوء كي أستطيع التركيز في دروسي الجامعية تقول: (إذا لم يعجبك الحال هنا فاذهب إلى الخارج) الشيء الذي يزعجني كثيرًا.

الذي زاد الطين بلة هو التدخل العنيف غير المسؤول وغير الأخلاقي لزوج أمي، الذي زاد من تعقيد الأمور، والذي يقول بأني عاق لأمي بسبب عدم تلبيتي لطلبها، وهذا يزعجني جدًّا، ويسبب مشاجرتي مع أمي.

الخطير في الأمر زوج أمي بات يهددني بالسجن في الإصلاحية لنفس الأسباب المذكورة، ويقول لي: إن الأم مقدسة، ويجب طاعتها في كل شيء، وأتفق معه في ذلك، ولكن يجب أن تحترم أمي خصوصيتي وتتركني أرتب أغراضي كما أريد، ولا تتدخل في هذه الأمور وعدم إزعاجي، وإلَّا فقد أنحرف عن الطريق، وألَّا تتدخل هي وزوجها في ذلك، وأنا أعرفهما جيدًا، وأصبحوا لا يراعونني ولا يهتموا بي بعد ولادة أخي الذي هو بعمر الآن 3 سنوات، وأختي التي بعمر 4 أشهر، وأصبحت بالنسبة لهما مثل القمامة التي ترمى في الخارج، وأصبحا يسيئان إلي، ويعاملانني كالذي غير موجود في حياتهما، أو لم أعد مُهمًّا بالنسبة لهما.

أيضًا أمي توقظني بعنف من خلال تشغيل الموسيقى أو القرآن بصوت عال، أو غسالة الملابس، وغيرها، وبطرق غير لائقة، وكأني بالنسبة لها لا شيء وكالقمامة، وتقوم بفتح النافذة وجسمي في وضع ساخن ومتعرق، وهذا سبب لي مرضا بالحنجرة وأصبحت تؤلمني عند بلع الطعام، وعندي سعال جاف.

أرجو المساعدة لتجاوز هذه الأزمة مع أهلي، وشكرًا لكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الصبر على الوالدة والبر بها، والسماع لكلامها.

أولًا: نذكّرك بأن بر الوالدة عبادة لله تبارك وتعالى، وهذا البر لا يتحقق إلَّا بالصبر عليها، وأنك مأجور على هذه المعاناة، والذي فهمناه من السؤال أنك تختلف مع الوالدة في ترتيب أغراضك، وقيامها بنوع من الترتيب أنت ترفضه، ونحن نتمنى ألَّا تقف مع مثل هذه الأمور، خاصةً إذا كان ترتيبها ترتيبًا صحيحًا، وقطعًا أنت تخالفها في هذا، ولكن أرجو أن تسايرها، فلا يضرك أن تكون أغراضك في ناحية اليمين أو في ناحية الشمال.

الأهم من ذلك ألَّا يتطور هذا إلى شجار، فالوالدة ليست صديقًا أو زميلًا تتعامل معه بنفس معاملتك مع صديقك أو زميلك، فهي والدة، وتظل والدة مهما حصل منها، والواجب أن تبرها وتحسن إليها.

نحن لا نوافق قطعًا بالذي يحدث، ولكن نؤكد لك أن الوالدة وزوجها كلاهما أكبر منك سنًّا، ونتمنى أن تظهر لهما الاحترام والحفاوة، وتصبر على هذه الأوضاع.

أيضًا لا تحاول أن تُفكِّر بطريقة سلبية من أنك مثل القمامة، أو أنهما يريدان إخراجك، أو أنك لم تعد مهمًّا، فالإنسان هو الذي يحدد موقعه في قلوب الآخرين خاصةً الوالدة.

أيضاً تدخل زوج الوالدة واضح أنه لا يرضى بما يحصل منك بالنسبة للوالدة، فإذا غضبتِ الوالدة فلا ترفع صوتك أنت، ولا تشاركها في الشجار، ولا تعاندها؛ لأن هذا لا يزيد الأمور إلا سوءًا وتصبح بذلك عاقًّا.

إذا ابتلي الإنسان بوالدة من هذا النوع فإن عليه أن يتسلح بالصبر عليها، واحتمال الأذى رغبة فيما عند الله تبارك وتعالى، واجتهد في أن تقوم بواجباتك وأظهر لها الاحترام، ونتمنى أن تتواصل مع الموقع لتذكر الجوانب الإيجابية، لأن هذا التصرف من الوالدة يوحي أنها تهتم، أنها مسيطرة، وأنها تريد أن ترتب بطريقة معينة. انصرف إلى طلب العلم، والأمور الجادة، واترك لها ترتيب الأغراض والأمتعة في البيت، ولا أعتقد أن ذلك يضرك.

ما حصل منها من بعض المواقف كفتح الباب والأذى الذي لحقك من الناحية الصحية، هذه أمور نحن نحتاج فيها إلى تفسير، يا ترى ما الذي حملها على ذلك ما الذي دفعها لمثل هذا التصرف، ونتمنى أن تنقل لنا صورة كاملة، ولكننا أولاً وأخيراً نوصيك بالصبر على الوالدة والإحسان إليها واحتمال ما يحصل منها لأنها والدة، ونبشرك بثواب عظيم عند الله تبارك وتعالى. ولا نوافق على ما ذكرته من أنك لا قيمة لك عندهما ولكن كثرة الشجار لا شك أنها تعطي آثارًا سالبة على الطرفين، فاجتهد في بر الوالدة، وفي الصبر عليها، وحاول أن تغير طريقة التعامل معها بالإحسان إليها، بسماع كلامها، بموافقتها في كل أمر لا يضرك، في كل أمر يمكن أن يقبل.

أرجو أن لا تنازعها فيه، لأن علينا أن نطيع الوالدة في كل ما تطلب، وعلينا أن نطيع زوجها فهو بمنزلة الأب، ووالد لإخوتك، إلا إذا طلبا معصية لله تبارك وتعالى، أو طلبا أمرًا كان الضرر فيه واضح، وحتى إذا طلبا أمراً فيه ضرر واضح فإننا ينبغي أن نظهر لهما حسن الاستماع للكلام، ثم نفعل ما يرضي الله وما فيه مصلحة، أما الجدال معهما، أما الرفض، أما العناد، فكل ذلك لا ننصح به، لأن هذا خروج من دائرة البر.

ونسأل الله ولنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net