صدمة عاطفية أصبت بعدها باكتئاب حاد بعد الولادة!
2022-10-27 01:28:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أصبت بصدمة عاطفية شديدة وكنت حاملاً في الشهر التاسع، وولدت ولادة مبكرة، وبعد أيام من الولادة أصبت بأرق شديد -لا أنام أبداً- وكثرة الأفكار، وحزن عميق، وألم كل ما ذكرت الحادثة.
بعدها ذهبت لطبيب نفسي شخص حالتي باكتئاب ما بعد الولادة، وصرف لي بروزاك ٢٠ مج، ولاتدوا ١٨.٥مج لتثبيت المزاج، ومنوم ميرزابين، الآن خامس أسبوع من العلاج وأنا في تحسن بسيط جداً، ولا يوجد لدي قابلية للحياة والتفاعل مع أبنائي، أعاني من الخدر في جسمي بسبب لاتدوا وأرغب بإيقافه، وأستمر على البروزاك والمنوم حتى تتحسن حالتي.
ما هي الطريقة الصحيحة لإيقاف العلاج؟ وكيف أساعد نفسي للعودة للعمل؟ مع العلم أني أعاني من مزاج متعكر عند الاستيقاظ من النوم، وأتابع العلاج السلوكي المعرفي، وأتمنى من الله الشفاء العاجل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا.
نعم -أختي الفاضلة- يبدو أن ما تعانين منه هو حالةٌ من اكتئاب ما بعد الولادة، والذي قد يُصيب 15% من السيدات عقب الولادة، وعادةً يستجيب للعلاج الفعّال عن طريق أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، كالذي أنت عليه، البروزاك عشرون مليجرامًا، فهذا جيد، وبدأت تشعرين في الأسبوع الخامس ببعض التحسُّن البسيط، وهنا أقول عدة أمور:
أولاً: ربما -وبالتشاور مع طبيبك- ربما يفيد زيادة جرعة البروزاك.
ثانيًا: ما اقترحته من إيقاف دواء الـ (لاتدوا) 18.5 مليجرام، فكرةٌ لا بأس بها، ممَّا يقوّي أثر البروزاك المضاد للاكتئاب، ولكن أنصح دومًا أن يكون هذا بالتشاور مع الطبيب النفسي الذي وصف لك الأدوية.
ثالثًا: جيد أيضًا أنك تتابعين العلاج المعرفي السلوكي، فقد وجد أن أفضل النتائج هي بالدمج بين العلاج الدوائي المضاد للاكتئاب مع العلاج المعرفي السلوكي.
أختي الفاضلة: يغلب أن يكون ما تعانين منه من حس الخدر في جسمك، إنما هو بسبب ذات الاكتئاب ما بعد الولادة الذي تتعالجين منه.
وفي سؤالك الأخير: كيف تساعدين نفسك على العودة للعمل، مع أنك تعانين من مزاج متعكّرٍ عند الاستيقاظ؟ ألفتُ نظرك هنا إلى أن تعكّر المزاج عند الاستيقاظ إنما هو عرضٌ لنفس الداء (اكتئاب ما بعد الولادة).
كيف تساعدين نفسك؟ أولاً: بالعلاج الفعّال للاكتئاب، ثم بالقيام بالأعمال الأخرى الحياتية التي تُخفف عنك وتُشعرك ببعض الراحة والاطمئنان، كممارسة الرياضة والمشي، والاهتمام بنومك، على أن تنامي ساعات مناسبة، بالإضافة إلى التغذية المتوازنة الصحيّة.
كل هذه الأمور يمكن أن تُعينك وتُسرّع عودتك إلى العمل، ولكن أرجو أن يكون في نظام عملك ما يسمح بأن تأخذي الإجازة المطلوبة المرضية، كي تتعافي وتعودي للعمل وأنت بحالٍ أحسن.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، ولا تنسينا من دعوة صالحة في ظهر الغيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.