فتنت بشاب وتعلقت به، فكيف أتخلص من ذلك؟
2022-11-16 01:15:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خيراً.
أنا خريجة كلية الصيدلة، ذهبت لإحدى الصيدليات، ورأيت شاباً فتنت به وتمنيته لنفسي، وظننت أن هنالك نصيبًا، وحلمت أنني أطلب من أخته أن يتقدم لي، وهي تحكي عن صعوبة طباعه، وأنا أقول: لا بأس اسأليه، ويظهر أنه كان ابتلاءً.
فيما بعد عرفت أنه لا يريدني، وأنه مرتبط بامرأة أخرى تفوقني جمالاً، وهو ليس بدرجة تديني بل أقل، وصعب الطباع، وكثيراً ما يجرح الناس بكلامه، لكن قلبي تعلق به، فأصبحت أدعو الله بالشفاء، وأرقي نفسي، وأرجو من الله أن يعافيني من هذا البلاء، أثق في الله وأنه سيفرج همي، لكنني متعبة، وكثيراً ما أفكر فيه، وبدأت تقل ثقتي في نفسي.
نفسي عنيدة جداً، ما زالت تريده رغم أني أتبع وصية ابن القيم في أن أُيئس نفسي منه، وأن أتذكر عيوبه، وأن أدعو.
دلوني كيف أعامل نفسي؟ وكيف لا أجرحها وأدعها تتقبل الحقيقة بصدر رحب؟
أدعوا لي بالشفاء أثابكم الله، فهذا الداء صعب، ويكاد يدمر حياتي!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أختنا في موقعك إسلام ويب، وإنا لنسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، ونسأل الله الكريم أن يصرف عنك هذا الأذى، وأن يبعد عنك تلك الفتنة، وأن يخرجه من قلبك وعقلك وتفكيرك، وأن يرزقك من هو خير لك منه، إنه جواد كريم.
أختنا الكريمة: العين ترى غير المقدور عليه على غير ما هو عليه، هذه قاعدة هائلة نفسية عميقة ذكرها أهل العلم حتى نفهم كيف يستغل الشيطان الحرام، وكيف يستدرجنا في فخاخه حتى يطوقنا، فنكون أسرى لوهم هو الذى زرعه، لكن نحن الذي سقيناه وتعهدناه حتى نما في قلوبنا وكبر، ومن ذلك الوهم: ضعف الثقة في نفسك لفوات هذا الشاب منك، والحق أن ذهابه على نحو ما ذكرت منقبة يجب أن تحمدي الله عليها، فالشاب قطعًا لم يكن خيرًا لك، ففيه ثلاث صفات علم الله فيك ضعفًا فصرفه عنك:
- فهو حاد الطباع قليل التدين، ولسانه جارح: وهذه الأخيرة قاصمة الظهر، ولو تتبعت ما ينشر على موقعنا لعلمت كيف تشتكي بعض الأخوات من هذا السلوك، وكيف أن بعضهن تعيش الهم صباحًا ومساءً ولا يلتفت لها بكلمة حانية، بل كلماته لكمات في مشاعرها حتى إن بعضهن تمنت الموت من أجل هذه الحياة التي أضحت سجنًا لها.
- الأخت الكريمة: حتى تتخلصي من هذا الداء لا بد من الإيمان والاعتقاد بأمرين هما بر الأمان لك:
1- من المسلمات العقدية عندنا أن قدر الله غالب، وأنه لا يقع شيء في الكون إلا بأمره، وأن ما وقع قدر مكتوب من قبل أن يخلق الله السموات والأرض، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء " إذا آمنت بذلك واقتنعت تمامًا به علمت قطعًا هذا اختيار الله لك لحكمة يعلمها الله تعالى.
2- كذلك من العقائد الثابتة: أن قضاء الله هو الخير لك، نعم ما قدره الله خير مما أردته لنفسك، فاطمئني وتذكري أن العبد قد يتمنى الشر، وهو لا يدري أن فيه هلكته، وقد يعترض على الخير ولا يعلم أن فيه نجاته قال تعالي: " وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم " وقد ظهر لك من طباع الرجل ما أكد على هذه الحقيقة، ولعل الزوج القادم لك بأخلاقه وتدينه وصلاحه يثبت لك الشق الآخر وينسيك ما كان تمامًا.
الأخت الكريمة : إننا ننصحك بما يلي:
1- تجاوز التفكير في سلبيات الأخ إلى تجاهل الأخ نفسه بالكلية، فبعض الشخصيات كثرة التفكير في الأمور السيئة له يجعله في محيط تفكيرك، ونحن نريد نسيانه تمامًا.
2- إذا استطعت ان تنتقلي من مكان عملك الذي هو فيه إلى غيره فافعلي، وإلا فنرجو أن تغيري الدوامات بينك وبينه بحيث لا تلتقيان.
3- للشيطان بيئة يعمل بها وينشط فيها، وهي بيئة الفراغ الذهني، ولذلك نرجو منك أن لا تتركي العقل للفراغ، اجعلي جل تفكيرك في ذكر، أو قراءة قرآن، أو عمل، المهم ألا تجلسي فارغة حتى لا يتسلل الشيطان لك.
4- للقلب إقبال وإدبار، فإذا أقبل على الطاعة أدبر عن المعصية، والعكس بالعكس، فاجتهدي في زيادة معدل تدينك، فإن هذا دافع قوي لنسيان ما حدث.
5- التعرف إلى بعض الأخوات الصالحات أو الداعيات أمر جيد، فالصحبة الصالحة عاصمة بإذن الله تعالى.
6- الإكثار من الصيام، فإنه مذهب للأحزان، والمحافظة على الخلوة مع الله، ولو بركعتين فإنها مورثة لليقين.
وأخيرًا: كثرة دعاء الله تعالى أن يصرف عنك الفتن ما ظهر وما بطن، وأن يصلح حالك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدينا والآخرة.
استمري على ذلك، وستجدين الخير إن شاء الله تعالى، نسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، والله الموفق.