أصبت بحالة كسل شديدة قبيل امتحانات كلية الطب
2022-11-28 21:37:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة، عمري 26 سنة، طالبة في السنة السادسة في كلية الطب، في سنتنا السادسة لا توجد دروس في الكلية، فقط التداريب الاستشفائية، وأنا تركت هذه التداريب منذ ستة أشهر للتحضير لامتحان الداخلية، علمًا بأن الكثير من الطلاب يحضر للامتحان، ويذهب للتدريب في نفس الوقت، امتحان الداخلية هذا ليس إجباريًا، بل هو طريق لتكوين متميز، ومن إيجابياته أنك إن اجتزته سيغنيك عن اجتياز امتحان التخصص بعد التخرج، طبعًا هناك الكثير من الطلاب الذين يتخرجون بدون المرور بهذا الامتحان.
الآن نحن على مقربة شهر من الامتحان، وأنا لحد الآن لم أدرس، ولم أحضر للتداريب التي هي إجبارية، ويجب تعويضها عندما تتغيب عنها، الآن التحضير في مدة شهر من شبه المستحيل؛ لأن الامتحان يحتوي على 600 درس، والتي يجب حفظها وفهمها.
هذا الكسل أصبح مصدر قلق لي، وأصبحت أفكر في الانسحاب من كلية الطب؛ لأني أحس أني غير مسؤولة، وكسولة جدًا، وهذا الكسل متعلق بالدراسة فقط، حقًا أصبحت تعيسة، ولا أعرف سبب هذا الكسل، جربت جميع الطرق، الانعزال عن الأهل، الذهاب إلى القهوة للدراسة، لكن عندما أفتح كتبي أنام، أو يتشتت تفكيري، في النهاية لا أدرس.
هذا الأمر أصبح يقلقني، وقمت بتحاليل: كتحليل فقر الدم والغدة الدرقية، وكلها سليمة، وشككت في أنه قد يكون اكتئابًا، لكني لم أزر استشاريًا خوفًا من الأدوية.
الآن لا أعلم ماذا أفعل هل أدع التحضير للامتحان وأبدأ بتعويض التداريب المتبقية لي، والتي بسببها سأكون متأخرة عن دفعتي، أم ماذا أفعل؟
ساعدوني، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والنجاح.
أيتها الفاضلة الكريمة: بادئ ذي بدئ أنت لديك القدرة، ولديك المهارة، ولديك الإمكانيات المعرفية، لذا دخلت كلية الطب ووصلت لهذه المرحلة، فالتكاسل الحالي قد يكون أمراً ظرفياً ناتجاً عن نوع من الاكتئاب الظرفي البسيط، فلا تنظري للأمور بسوداوية أبداً، انهضي بنفسك، وتذكري أنك صاحبة مقدرات وأنك على باب التخرج، وهذا يجب أن يحفزك.
وفي ذات الوقت تجنبي السهر، السهر من أسوأ الأشياء التي حقيقة تضر بمقدرات الإنسان وطاقاته بالرغم من اعتقاد الناس الذي يعاكس ذلك، السهر مشكلة كبيرة جداً، نامي مبكراً نسبياً، النواقل العصبية لديك على مستوى الدماغ سوف تنشط، وتؤدي إلى إفرازات إيجابية، استيقظي مبكراً أدي صلاة الفجر في وقتها، قومي بالاستحمام، تناولي كوب الشاي، وادرسي بعد ذلك لمدة ساعتين على الأقل، وهذه حقيقة مفيدة جداً؛ لأن هذا الوقت هو البكور، وهو الوقت الذي فيه البركات، وهو وقت التركيز.
إذاً هذه نقطة مركزية أساسية سوف تساعدك، هذا الأمر الذي أقوله لك مجرب، لا تتراخي أبداً، وإن شاء الله تعالى بتكثيف جهدك والاستعانة بصديقاتك وزميلاتك ومساندة الأهل والاعتماد على نفسك كشيء أساسي تستطيعين النجاح، لا خذلان، لا تراجع أبداً، العلم نور وهكذا يجب أن يكون، وأنت وصلت إلى مراحل متقدمة جداً، فأرجو أن تنتهجي هذا المنهج.
أنا أعتقد أن لديك بالفعل حالة اكتئابية بسيطة، إن أردت أن تتناولي دواءً وأنا أشجعك على هذا؛ لأننا لا نصف إلا الأدوية السليمة والفاعلة، ونبتعد تماماً عن الأدوية الإدمانية، هنالك دواء يسمى سيبرالكس هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي استالبرام، سيكون هو الأفضل لك ليشجعك، ويزيل عنك كل رواسب عسر المزاج، الجرعة هي صغيرة جداً، تبدئي بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناولينها لمدة 4 أيام، ثم تجعليها حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم تتوقفي عن تناول الدواء، الدواء لا يسبب الإدمان، وليس له ضرر على الهرمونات النسائية، وعلى الأقل سوف يشعرك بشيء من الارتياح في هذه الفترة.
أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تقومي بتمارين رياضية حتى وإن كانت تمارين بسيطة تمارين إحماء العضلات مثلاً، رفهي عن نفسك بشيء طيب حتى وإن كان بسيطاً، هذا ليس ممنوعًا في أيام الامتحانات على العكس تماماً، النفس تحتاج لذلك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.