انفصلت عن زوجي وأحمل مشاعر تجاه شخص آخر، فما توجيهكم؟
2025-01-28 01:39:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
متزوجة منذ سنوات، ولدي أطفال، ومنذ سنوات زادت المشاكل بيننا، ثم اتفقنا على الانفصال، وبالفعل انفصلنا، وتواصلنا فقط وتواصلنا عن طريق القضاء؛ فقد أصبح لدي شعور بالنفور منه بسبب تصرفاته المؤذية لي.
المشكلة الآن أنني أشعر بمشاعر حب تجاه شخص آخر رأيته منذ شهر تقريبًا، فيه صفات كنت أتمناها في زوجي، من بشاشة، وسماحة، وحنان، وهذا ما كنت أفتقده، وأدعو الله في صلاتي إن كان خيرًا لي أن يكون عوضًا لي وزوجًا، أراه فقط وهو يعمل ويتكلم ويتعامل بدون كلام مباشر معه أو تعامل، وأكون سعيدةً عندما أراه، ويسعد قلبي بذلك، وأفكر فيه كثيرًا، وأتخيل بأننا تزوجنا، فهل مجرد هذا الشعور يعد حرامًا؟ وإن كان حراماً فبماذا تنصحونني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يصلحك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يصرف عنك كل مكروه وسوء.
أختنا الفاضلة: ما حدث معك من تلك المشاعر أمر محرم لا يجوز، وهو يقودك رويدًا رويدًا إلى ما حرم الله تعالى وأنت لا تشعرين بالانجراف، والحديث عن مشاكلك مع زوجك ليست مبررةً لهذه المشاعر، فاتقي الله -أختنا- واعلمي أنك لا زلت متزوجةً، وهذا يعرضك لتشتيت ذهنك، وانصرافه عن الخير، وعن الطاعة، وقطع كل أمل بينك وبين زوجك ولو كان ضئيلاً، وما حديثك عن النفور منه إلا بأسباب ليست بعيدةً عن تلك المشاعر.
أختنا الفاضلة: إن العين ترى غير المقدور عليه بما ليس عليه، والشيطان حريص على إغوائك، وسيظهر لك بعض ما كنت تتمنين في أي شخص صالحًا كان أو طالحاً؛ لأجل أن يفسد تدينك، ويصرفك عن الخير، فانتبهي -يا رعاك الله-.
أختنا: لو كنت بلا زوج أصلاً، وقلت لنا إن مشاعر تجتاحك في رجل لم يتقدم لك، لقلنا لك استعيذي بالله، ولا تجعلي الشيطان يسيطر عليك، ويضعف تدينك.
إن الشيطان المتربص بك لا شك أنه سيعظم في نفسك هذا الشاب، وربما يريك إياه في نهارك ومنامك؛ من أجل أن يشغل عقلك به، فلا تفكرين إلا فيه، ولا تبصرين أحدًا سواه، وبذلك يضمن طلاقك من زوجك هذا من ناحية.
كما وأنه تعلق بما هو محرم عليك، وهذا من ناحية أخرى، وبهذا تكونين صريعة هوىً غالب لا تستطيعين الحصول عليه، ولا تملكين الابتعاد عنه.
وإذا أردت النجاة -أختنا- فإننا ننصحك بما يلي:
أولاً: قطع تواصلك مع هذا الشاب بالكلية، وألا تذهبي إلى أماكن تواجده، وإذا أتاك في مخيلتك فاستعيذي بالله منه، واستعيني بالله على نسيانه، فهو وهم، وخيال، ومع ذلك محرم.
ثانيًا: الاجتهاد عن طريق وسيط دين صالح عاقل في حل المشكلات القائمة بينك وبين زوجك من أجل أولادك.
ثالثًا: إذا استحال العلاج، وتم الطلاق، وانتهت العدة، وتقدم إليك هذا الشاب أو غيره، فعليك مراعاة ما يلي:
1- دين المتقدم وأخلاقه: هذا أول ما ينبغي عليك النظر فيه، ولا يحمل غياب بعض الأخلاق في زوجك أن تبحثي عنها في المتقدم دون غيرها، فكل يبكي وجعه، وهو يظن أنه أصعب الوجع، وليس وجعه صحيحًا.
2- مسألة الأولاد يجب أن تكون حاضرةً، فليس كل متقدم للخطبة مريدًا لانشغال زوجته عنه بأولادها، وعليه فلابد من تحديد أين سيمكث الأولاد، ومن سيقوم بتربيتهم، وما موقع الخاطب من ذلك؟
3- إشراك أهلك معك من أول الأمر حتى خاتمته، واحذري -أختنا- أن يفترسك بعض ذئاب البشر، الذين يبحثون عن المطلقات تحديدًا، ثم يوهموهن بما لا يفعلونه، وهنا تكون العاقبة والكارثة.
وأخيرًا: هذه نصيحتنا لك، وهي لله خالصةً، فإن أخذت بها نجوت بأمر الله، وإن كانت الأخرى فنخشى عليك الندم الذي ليس بعده ندم، واعلمي أن الناس تنظر إلى المطلقة ومن في حكمها نظرة المرتاب، وسوء الظن فيهن أكثر، فانتبهي -أختنا- من ذلك، واحذري من الوقوع في مثل هذه الدوامة المهلكة؛ فالندم بعدها لا علاج له بلا ألم معه.
نسأل الله أن يسترك، وأن يحفظك، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر، والله الموفق.