اكتشفت أن زوجي يشاهد المحرمات وواجهته فتحداني، فماذا أفعل؟

2025-01-29 00:03:33 | إسلام ويب

السؤال:
أنا متزوجة منذ ٥ سنوات، واضطررت بعد الزواج بسنتين أن أسافر أنا وابنتي الرضيعة، وهذا كان بموافقة وعن طيب نفس من زوجي، وإذا بي اكتشف أنه يشاهد الأفلام الإباحية، تحدثت معه بهدوء واعتذر وتفهم شعوري، وإحساسي بالخيانة.

بعد مرور ٣ سنوات، أنا حامل ومتعبة من الحمل، واكتشفت أنه عاد لهذا الفعل من جديد، وعندما حدثته أجهشت بالبكاء، ولم أتمالك نفسي، ولكنه أنكر واتهمني بالوسواس، وأنني أحب المشاكل وجرحني، ثم عاد فقال لي: نعم أشاهد النساء العاريات، ماذا أفعل؟

أنا ملتزمة، ونويت أن نعتمر ولكنه يرفض العمرة على الرغم من أنه مصل، أنا متعبة نفسيًا، فماذا تنصحونني أن أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم الذرية، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

أختنا الكريمة: إننا نحمد الله إليك تدينك، ونحمد الله إليكم هذا الحرص على الزوج، كما نحمد الله أن الزوج فيه دين وخلق، وأن الإيمان وأن كان مخدرًا بعض الشيء إلا أن أصوله موجوده، وهذا ما يطمئنك على عودته سالمًا غانمًا إن شاء الله.

أختنا الكريمة: دعينا نكتب لك طريقة السلامة -إن شاء الله- في هذه العناصر:

أولاً: إن أول ما يجب فعله هو البحث عن إحياء تدينه، وكسب ثقته بنفسه على الأقل أمامك، واعلمي أن المعصية متى ما كانت مستترة كانت أقرب إلى الزوال، أما إعلانها، فهذه الطامة، لذلك لا نحبذ أن تواجهي الزوج بما يكره، أو بما يمكن أن يندفع انتصارًا لرجولته أو كبريائه بالإعلان عن ذلك، بل والتبجح به، نحن في غنى عن ذلك، لذلك لا نريد مواجهته، ولا نريد التفتيش، أو التجسس عليه، بل نريد أن نزرع تدينًا في قلبه، وثقة في نفسه تصارع الذنب الذي عنده.

لذلك ندعوك في لحظة صفاء أن تأخذي منه وعداً ألا يشاهد، وأخبريه أنك تثقين في وعده، ولا تسقطيه أمام عينك، ولا تشعريه بذلك، ولا تحدثيه في الأمر مرة أخرى، حتى ولو نكث عهده، لا تظهري له أنك قد فهمت ذلك، فالحفاظ على عدم الجرأة من مشاهدة هذا بعلانية أمر مراد.

ثانيًا: ساعديه على تقوية إيمانه، واستخدمي عقلك في معرفة من يحبهم من الصالحين ومن الدعاة ومن الأهل، واعملي على تقوية العلاقة بينهم عن طريق تواصلك مع زوجاتهم.

ثالثاً: اجتهدي أن تملئي عليه وقته حبًا ودلالاً وأنوثة ظاهرة، في إطار سعادة غامرة يشعر بها، وكيف أنه كان محروماً منها، على أن تتغزلي فيه، وأن تخبريه بمدى سعادتك به زوجاً.

رابعاً: امدحي كل خير فيه، وبخاصة صلاحه وتقواه، وكلما أقدم على عمل خير، وإن صغر كبريه له وعظميه.

خامساً: اجتهدي أن لا تنامي قبله وألا تدعيه منفردا مع الأجهزة، ولكن بمهارات الود والتبعل، حتي لا يشعر بأنك تراقبينه، أو أنك حارسة عليه، فهذا ربما يعود به إلى المكابرة التي لا نريدها.

سادساً: كوني أمامه قدوة له، فصلاة الليل أمامه، وقراءة القرآن معه، والمحافظة على الذكر وتذكيره به، كل هذا مع حبك له، وحرصك على طاعته وسعادتك بذلك، ولتكن البداية بترغيبه ومحاولة إقناعه بالذهاب إلى العمرة، وتأكدي أنه من داخله سيدعو الله أن يصرف عنه هذا الوباء، فلا تنشغلي أنت بذلك.

أكثري من الدعاء له، ولا تفقدي الأمل أو يضعف الصبر عندك، فكم من أناس قد ابتلوا بأشد وأقسى مما ابتلي به زوجك، والله صرفه عنهم.

نسأل الله أن يصلحه، وأن يهديه، والله الموفق.

www.islamweb.net