زوجي يقصر معي عاطفياً ويهين كرامتي ويسبني!

2025-01-29 00:14:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، عندي ولد، وحامل الآن، ولا أشعر بالراحة مع زوجي لعيوب كثيرة تتمحور حول بكائي منه بشكل شبه يومي، وتقصيره معي عاطفياً، ومقارنتي بزوجات أصدقائه، ولا شيء مني يعجبه، ويهين كرامتي ويسبني، ولكن علاقته بأهلي جميلة، ويعاملهم بحسن، على عكس معاملته لي، وأهلي يرفضون طلاقي منه، لكونه يلبي طلباتهم. أفكر في الانتحار، وأدعو الله أن يعجل بأخذ أمانته كي لا أنتحر من كثرة ضغطه.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به. وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:

أولا: إننا نتفهم حديثك، ونتفهم الألم الذي أصابك، ونريد منك الصبر على القراءة حتى النهاية، ونحن ابتداء نقر أن كل ما يفعله الزوج من احتقار لزوجته، أو إهانة لها، أمر لا يقره الشرع ولا يرضاه؛ وعليه فكلامنا القادم ليس تبريراً له بقدر ما هو نظرة أفقية مصاحبة لنظرة مستقبلية سيكون استغلالها فيه الصالح لك ولأولادك -بأمر الله تعالى-.

ثانياً: من خلال حديثك بدا لنا أن المشكلة الرئيسة في ضعف التفاهم بينك وبين زوجك، وكذلك ضعف الاحتواء العاطفي، مع خطأ واضح وهو مقارنتك بغيرك، هذه هي المشكلة -أختنا-، وربما تتعجبين إذا قلنا لك إن هذه الأخطاء التي حصرتيها، والتي أقلقت مضجعك وأرهقت تفكيرك لا تعد شيئاً بجوار ما نسمع من شكاوى أخواتنا، ولو اطلعت على موقعنا لعلمت صدق حديثنا.

ثالثاً: قد علمنا -أختنا- مشاكل الزوج، وتقصيره، فهل حصرت إيجابياته كذلك؟ وهل حصرت مشاكلك أنت تجاه زوجك؟ لماذا نقول ذلك؟ لأن أحد أهم أساليب الشيطان في زرع العداوة بين الزوجين: تضخيم إيجابياتها مع زوجها وجهدها وبلائها في الوقت الذي ينسيها الشيطان أفضاله وإيجابياته، وكذلك تضخيم أخطائه في الوقت الذي ينسيها الشيطان حصر أخطائها، ولو اعتدل هذا الميزان عند الجميع -الرجل والمرأة-، لاندملت مشاكل كثيرة في البيوت.

هذه المشكلة -أختنا- خطيرة من وجهين:
الأول: أنه يضخم الذات حتى تستشعر الزوجة بعد فترة أن هذا الزوج لا يستحقها، وهنا تكون الكارثة.
الثانية: أنه يبغض لها الحياة حتى لتكاد تتوقف عن بذل أي جهد إيجابي بسبب هذا الشعور المتزايد.

رابعاً: قد ذكرت -أختنا- أن الزوج حسن التعامل مع أهلك، وأنهم يحبونه، وهذه ميزة له لا عليه، وهنا نريدك أن تقفي أمام نفسك وقفة هادئة، فالزوج الذي أحسن علاقته بأهلك عنده من أصول الأخلاق والتعامل الحد الأدنى على الأقل، وهذا أمر جيد، ويجب البناء عليه.

خامساً: ضعف التواصل العاطفي يكاد يكون قاسماً مشتركاً بين الرجال، وهذا خطأ، ولكن اعلمي -أختنا- أن عدم الحديث لا يعني غياب الحب والود أبداً، هو موجود لكنه ما اعتاد على الاستمرار عليه، وعلاج هذا الأمر أن تشبعيه أنت من مثل هذا الكلام، اجتهدي في ذلك واصبري، فإذا سمعت منه ثناء أو إطراء ضخمي ما قاله، واكتبي له في رسالة: كم كانت جميلة تلك الكلمة التي قلتها، ذكريه بها وأعلميه سعادتك؛ حتى يكون تشجيعاً له على المحاولة.

سادساً: المقارنات يكون سببها أحياناً شعور الزوج بتقصير زوجته، أو محاولة إغاظتها لا أكثر؛ وعليه فإننا نرجو إن كان هناك تركيز على شيء بعينه يعقد عليه المقارنة وعندك فيه تقصير، فنرجو أن تعالجيه، أو تجتهدي في ذلك، كما نرجو عند المقارنة ألا تهتمي ولا تظهري له أنك منزعجة من ذلك، بل تجاهلي الأمر كأنه لم يكن، فمتى ما وجد الزوج أن الأمر لا يغيظك ولا يضايقك تركه.

سابعاً: إننا ننصح دائماً بعدة نصائح نراها هامة لك:
1- نريدك -أختنا- أن تقتنعي قناعة تامة بأنه لا يوجد بيت بلا مشاكل، ولا توجد حياة بلا منغصات، والعاقل هو من يتعامل مع المشاكل على قاعدة: ما نقدر على إصلاحه نصلحه، وما لا نقدر على إصلاحه نتعايش معه.

2- تعميق علاقتك وزوجك بالله عز وجل، والاجتهاد في الابتعاد عن المعاصي، فإن الشيطان يتمكن في البيت الذي لا يذكر الله فيه إلا قليلا، كما ننصحك بالمحافظة على الأذكار صباحاً ومساء، وقراءة سورة البقرة كل ليلة، أو الاستماع إليها، كما نوصيه كذلك بالمحافظة على أذكاره، فالقلب المتغير ربما يكون أحد أسبابه: الحسد أو العين.

3- الاجتهاد في الابتعاد عن العصبية أو ردات الفعل العنيفة، واحملي كلامه على أفضل المحامل، حتى وإن كنت غير مقتنعة بذلك، واجتهدي أن تكوني هادئة، وأن تعالجي الأمور بالصبر والحكمة، ويساعدك على ذلك مع الصلاة والذكر، قراءة بعض الكتب التي تتحدث عن الإيجابية في التعامل مع المشاكل.

4- زراعة الحوار في البيت حتى في مثل هذه الظروف أمر هام، اجتهدي أن تتحدثي مع زوجك، وأن تبرزي له الأمور الإيجابية في حياته، وأن تمدحيه كثيرًا، فإن الرجل أسير المدح، وهو إذا رآك تمدحينه واعتاد على ذلك منك ربما سيتغير حاله، ويبدأ في الحديث معك، ونحن نوصيك إذا تحدث ألا تقاطعيه ولا توقفيه، دعيه يقول ما يشاء ولو كان الحديث كله أخطاء؛ لأن الحديث في حد ذاته نصف العلاج

5- توسيع دائرة معارف الزوج لتشمل بعض الصالحين من أهل التدين؛ فإن الصاحب كما قالوا ساحب.

6- نريدك أن تذكري له أن الحياة الزوجية لابد فيها من مراجعات، وأنك تريدين كل فترة الحديث عن ذلك، لنتدارك الأخطاء، ونبني على الإيجابيات، ثم تطلبي منه أن يكتب لك كل السلبيات التي يجدها فيك، المهم أن يكون في نفسية صالحة للحديث.

7- لا تذكري له سلبياته إلا إذا طلب منك، ولا تتعجلي، سيطلب منك ولو متأخراً، لكن إن لم يطلب اعلمي أنه يراجع نفسه في ذلك، وإذا طلب منك حصر السلبيات اكتبيها في ورقة واحدة على أن تكون ثلثها الأول إيجابيات، والأوسط السلبيات، والأخير حبك له وتقديرك لتعبه.

8- عليك بالدعاء واستعيذي بالله -أختنا- من مجرد فكرة الانتحار هذه؛ فإن فيها ضياع الدنيا والآخرة، وليس فيها حل للمشكلة، والسبب فيها كما ذكرنا تضخيم الشيطان للأخطاء، وهو ما ورد في فقرتنا الثالثة فأعيدي القراءة، وإنا نسأل الله أن يصلحك وزوجك وأن يهديه، وأن يشرح صدره، وأن يصرف عنكما الشيطان، وفقك الله -أختنا- لكل خير، والله ولي التوفيق.

www.islamweb.net