تبت من التواصل مع الشباب لكن الندم يحرقني، فماذا أفعل؟
2025-01-29 01:42:29 | إسلام ويب
السؤال:
أنا بعمر ٢٣ سنة، حين كنت صغيرة كنت غير جميلة، وكنت أتعرض لتنمر حتى من أهلي، وكان أبي متزوجاً بأخرى غير أمي، وكان دائماً في مشاكل وضغوطات في البيت، وكنت آخر اهتماماته، وليس عندنا حب في حياتنا.
حين وصلت لمرحلة الثانوية صرت جميلة جداً، والكل مهتم بي، حتى أهلي بعد أن كانوا يتنمرون علي، صار الكل فرحاً بجمالي، ولما وصلت لهذا السن ظهر رجال كثيرون معجبون بي، وتصلني رسائل، وخطاب يتقدمون لخطبتي، وكلمت واحداً واثنين وثلاتة.
صرت فرحة بسبب أنه يوجد من يحبني، ويهتم بي، مع أني كنت أعلم أن التواصل مع الرجال حرام، وكنت أحزن وأندم، ولكني أصلي منذ مرحلة الإعدادي، ومنتظمة عليها، وأحفظ القرآن، وأصلي قيام الليل، وأحافظ على الأذكار والاستغفار، ومواظبة على ذلك منذ الإعدادي.
الآن، الحمد لله: صرت مخطوبة لشخص، ولا أحبه وليس عندي قبول له، ولكن قلت بما أني عملت ذنوباً، وكلمت شباباً، سأتقي ربنا، وأفتح بيتاً، وأعيش بالحلال، ولكني ما استطعت أن أتحمل هذا الشخص، ولم أحبه ففسخت الخطبة.
الآن يوجد شخص آخر يحبني منذ زمن، منذ كنت صغيرة، ومتقدم لي، وأخاف أن أوافق، وأشعر أن الله سيعاقبني على ما عملت، وسأبقى أعيش بذنبي أني كلمت رجالاً.
كل الكلام الذي صار بيننا كان كلامًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا طوال عمري ما رأيتهم، ولا خرجت معهم، ولقد ندمت على الذي عملته، وأحزن وأغضب على نفسي لما عملته، وأقول: أين كان عقلي.
أخاف أن أتزوج وأبقى في مشاكل، والشخص الذي سيكون معي سيتغير، بسبب الذنب الذي عملته في حياتي، وصرت أفكر أني لا أُخطب، ولا أتزوج لأجل أني لا أستحق، فهل لو خطبت يكون من حقه أن أخبره بكل الماضي؟ وهل سيسامحني؟
أنا أعيش في ندم كل يوم، وغير قادرة على أن أسامح نفسي، ولا أعيش حياتي بسبب أني أعرف أن علاقة الفتاة مع رجل يحرم حتى مجرد الكلام بينهم.
ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي -بارك الله فيك- ما يلي:
أولاً: ما وقعت فيه ذنب لا يبرر بأخطاء مضت عليك وأنت صغيرة، وإنما ذكرنا لك ذلك؛ لأن الشيطان دائمًا ما يعمد إلى تهوين الذنوب بإيجاد مبررات لها ولو كانت المبررات وهمية، وهذا يضعف القابلية على الاستقامة.
ثانيًا: ما يجب عليك هو التوبة الصادقة، التوبة التي تعزمين فيها عزمًا أكيدًا على عدم العودة، التوبة التي تتخلصين بها من كل السيئات التي خلفتها.
رابعًا: اعلمي -أختنا- أن الله سيقبل توبتك، وأن الله من رحمته وفضله ومنّه لا يستر العبد عند المعصية، ثم يفضحه أو يعاقبه بعد التوبة، الله أكرم من ذلك وأجل، وعليه، فلا تخافي ولا تظني بعد توبتك إلى الله تعالى أن الله سيعاقبك أبدًا، هذا من تحزين إبليس لك، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاحمدي الله على التوبة، واحمدي الله على الإسلام، وظني بالله الخير، فالله عند ظن عبده به.
خامسًا: احذري أن تخبري أحدًا كائنًا من كان بما قد كان، احذري أن تخبري أحدًا بزلة تبت إلى الله منها، لا أبًا ولا أمًا ولا أخًا ولا خاطبًا ولا زوجًا، فإن ما حدث كان بينك وبين الله، وقد تبت منه، فلا تخبري أحدًا، واعلمي أن الناس لا تنسى، وأن الخاطب اليوم وإن وعدك ألف وعد أنه سينسى لن يفعل، وعند أول مشكلة سيذكره الشيطان بما سمعه منك، فاحذري، بل نقول لك: لو طلب منك القسم على أنك لن تفعلي ما حرم الله، فاحلفي له وكفري عن ذنبك ولا تخبريه.
أمّلي في الله الخير، واعلمي أن الله كريم بر رحيم ودود، اسألي عن الخاطب، وإن علمت أنه من الصالحين، وصاحب أخلاق حميدة، فاستخيري الله عز وجل واقبلي، واحذري من التهاون أثناء الخطبة، فإن هذا له تداعيات سلبية جمة بعد الزواج، هذا إن حدث بعد التهاون الزواج أصلاً!
بارك الله فيك، وأحسن الله إليك، ورزقك الزوج الصالح، إنه جواد كريم والله الموفق.