قصر زوجتي أصابني بنوع من الإحباط والنفور منها!

2025-01-29 01:24:37 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تزوجت منذ خمسة أشهر، وفي فترة الخطوبة رأيت خطيبتي أكثر من مرة، ولكن كانت تلبس الحذاء الطويل (الكعب)، ولم أنتبه لطولها، والآن بعد الزواج أصابني نوع من الإحباط والنفور منها بسبب طولها، فأنا طولي (١٩٠) سم، وهي طولها (١٥٥) سم، وبدأت الأفكار تأتيني بتركها؛ لأنني غير قادر على تقبل طولها، ولكن هي تحبني، ولا ترفض لي أي طلب، وذات خلق ودين، ولكن التفكير الدائم في فارق الطول يرهقني.

الآن هي حامل في الشهر الرابع، ولكن نفسي لم أسيطر عليها بسبب تفكيري بفارق الطول، وما الحل للحد من هذا التفكير وتقبل الموضوع؟ فعندما تقف بجانبي وأرى الفرق يزيد بغضي لها، ولا يوجد بداخلي حب لها، أحاول أن أحبها، ولكن الأمر ليس بيدي، وأنا أخاف من أن أظلمها، انصحوني وأفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يصلحك، وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، إنه سميع قريب.

أخي: لقد تركت نفسك لتلاعب الشيطان بك، وسمحت له أن يضخم ما تراه عيباً، وقد لا يراه غيرك، حتى صار في نظرك عيباً كما تقول، والذي لا دخل للفتاة فيه أصلاً، فأصبح متحكماً في مشاعرك، فأنساك ما في الفتاة من خير وفضائل يتمنى أكثر من يراسلونا بعضها في زوجاتهم.

أخي: قد رأيت الفتاة كما تذكر، وقد ارتدت أحذية أطالت قامتها كما تزعم، وهذا الطول لا يتجاوز بضع سنتيمترات، فهل هذا سبب تراه وجيهاً أو عدلاً؟! هل هذا السبب تراه دافعاً حتى ترد عطية الله لك في هذه الزوجة الصالحة الدينة؟!

أخي: نحن نقول لك وبصراحة: لقد أكرمك الله -عز وجل- بالزواج منها، وقد زاد كرم الله عليك حين جعل النقص الواجب في كل امرأة في مثل هذا النقص، ماذا نعني بالنقص الواجب؟ كل رجل وكل امرأة لهم كمال في وجوه ونقص في وجوه أخرى، فليس هناك رجل كامل، ولا امرأة كاملة، فقد تجد النقص الموجود في سلاطة اللسان، أو في دمامة الوجه، أو في عدم القدرة على الإنجاب، أو في ضعف تدين الزوجة، أو في مرض عضال، لابد أن يكون هناك نقص، فإذا كان النقص في سنتيمترات، فأنت في نعيم كبير، فاحمد الله عليه.

واعلم -علمك الله الخير- أنك إن أقدمت على ما يسيء للفتاة كنت ظالماً معتدياً، والله لا يرضى بالظلم، فاتق الله في المسكينة التي ما قصرت في حقك، ولا أنقصت من قدرك، ولا دخل لها في طول ولا قصر، وتذكر أن الذي أنعم عليك بالبصر والسمع والطول قادر على السلب، فلا تستجلب غضب الله فتهلك.

أخي: إننا ننصحك حتى تتغلب على ما أنت فيه بما يلي:

1- أن تتذكر جميل أوصافها وحسن خصالها كلما أتاك الشيطان مبغضاً أو موسوساً، وأن تضخم كل جمال فيها يعجبك؛ فإن هذا أدعى إلى الاتزان النفسي.

2- أن تقنع نفسك بأن الفتاة ليست قزماً، بل طولها مناسب، أو قريب منه.

3- أن تهون من شأن الطول والقصر، فليس فيه أي عائق، لا في الحياة الاجتماعية، ولا في العملية الشرعية، ولا له أي تأثير يذكر.

4- ألا تحدثها في هذا الأمر، ولا تحرجها؛ فقد يدفعها حبك في قلبها إلى أن تتسخط على القدر، فتهلك.

5- انظر إلى عيوبك، فالجميع لهم عيوب -يا أخي-، وتذكر أنها أيضاً لا تراك كاملاً في كل شيء، لكنها أحبتك فرأت كل ما فيك جميلاً.

وأخيراً: دعنا نقص عليك قصة سريعة حقيقية لرجل راسلنا قبل فترة، تزوج من امرأة صالحة طيبة مطيعة جميلة، غير أن فيها حولاً بسيطاً في عينها، ضخم الشيطان له الأمر حتى صارت حياتهم جحيماً لا يطاق، قرر طلاقها، وفي كل مرة كانت الفتاة هي من ترفض وتبكي له، الشاهد: بعد تسعة أشهر من الزواج طلقها، فعادت إلى بيت أبيها، ثم حنّ لها بعد مدة، فراسلها فلم تجبه، فذهب إلي بيت أبيها، وترجاها أن تعود فأبت، فأرسل وسيطاً لها، ولكنها صممت على عدم العودة، وعلى مدار سنة ونصف وهو يحاول، وهي ترفض إلى أن علم مؤخراً أن آخر تقدم للزواج منها، وقد تمت الموافقة، وتم عقد القران!، هنا جن جنونه، وكتب لنا أنه يريد الانتحار، فنصحناه بالصبر، والبحث عن زوجة أخرى، لكنه لم يعد يرى في الدنيا مثل طليقته.

إنما نقول لك ذلك؛ لأن العرب تقول: من لم يعتبر بغيره اعتبر به غيره، نسأل الله أن يصلحك، وأن يهديك، والله الموفق.

www.islamweb.net