خطيبتي لا تعبر عن مشاعرها تجاهي!
2025-01-29 01:28:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحب خطيبتي جداً، والحمد لله هي فتاة صالحة، ومتأكد أنها تحبني كثيراً، ولكن الذي يزعجني قليلاً هو قلة كلامها بالكلام الرومانسي، مثلاً: أنا أقول لها في اليوم عشرات المرات أحبك، وهي ترد علي طبعاً بنفس الكلمة، أو بأجمل منها، ولكن نادراً ما تبدأ هي بكلمة أحبك.
فتحت الموضوع معها بأنني أيضاً أحب أن أسمع كلمة أحبك منها بدون أن أبدأ أنا بالكلام، فكلمة أحبك ممكن أن تغيري بها مزاحي العكر ببعض الأيام لأحسن المزاج، وكل مرة أفهم منها أنه يجب على الشاب البدء أولا ًبالخطوة، وقالت لي؛ إن حبها تعبر عنه بالأفعال بعد الزواج -إن شاء الله- (وهو شيء أنا متأكد منه)، فهي قليلة التعبير عن مشاعرها، فما رأيكم، هل الأمر طبيعي، أم الأفضل أن أحثها أن تبدأ أيضاً هي بالتعبير عن مشاعرها؟
وسؤال آخر: بنفس السياق سمعت من شخصين لهما خبرة في العلاقات بين الرجل والمرأة، أحدهم يقول إن المرأة مهما قلت لها كلمة أحبك، وكلمات جميلة، فهذا يضيف إليها أكثر وأكثر ولا تمل، بعكس الرجل الذي يمكن أن يمل إذا كثر حمده؛ لذلك من الجيد أن نقول دائمًا كلمات رومانسية.
والشخص الآخر يقول: إن الإكثار من الكلمات الرومانسية ممكن أن يفقدها معناها وتصبح عادية، وممكن أن تكون مملة، فما رأيكم؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُسهِّل أمرك، وأن يجمع بينكم في الحلال.
سعدنا جدًّا بوجود هذا التوافق بينكما، ونحب أن ننبّه إلى أن فترة الخطبة ينبغي أن نقلّل فيها من مثل هذه الأمور، والحمد لله أنك تأكدت من صلاحها، وتأكدت من صلاحك، ووجد كل منكم ميلاً وانشراحًا وارتياحًا إلى الطرف الآخر، هذه قاعدة النجاح الأولى، بعدها ينبغي أن يكون همُّكم إكمال هذا المشروع حتى تصلوا به إلى غاياته، لتكون معك في بيتك، ونسأل الله أن يجمع بينكم في الخير.
وعندما تكون معك في البيت عندها يكون كل شيء مُتاحاً، وكل شيء مباحاً، ولذلك أرجو ألَّا تُكثروا من هذه الألفاظ، ولا تُطالبها بالمزيد، خاصة ونحن ولله الحمد في بيئة عربية نظيفة، الفتاة الحياء يُظلِّلُها، لكن هذا الحياء ينبغي أن يزول عندما تكون في بيت زوجها، وعندما تتحول الخطبة إلى عقد نكاح، وعندها تُصبح هذه زوجة لك، ومن حقك أن تُسمعك، ومن حقها أن تُسمعها الكلام الجميل.
ولا شك أن المرأة أيضًا غالبًا تتمنَّى أن يُبادر الرجل ويُشعرها بهذا المعنى، وإذا كانت تتجاوب معك، فالأمر طبيعي، يعني لا إشكال في هذا الجانب، وليس هناك داع للانزعاج، ولكننا لا نفضّل الإكثار من الرومانسيات في فترة الخطبة؛ لأن هذا قد يجعل الإنسان تتحرك فيه الشهوات ولا يجد بعد ذلك المسد الصحيح بالنسبة لها، ولذلك (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح)، طالما وجد الوفاق والاتفاق والارتياح، فخير البر عاجله، فلا تتأخروا في الانتقال للخطوة الثانية.
بالنسبة للعلاقات العاطفية والكلام فيها:
أولاً: نحن نريد أن ننبّه إلى أن الحب المكتوم لا يفيد، لابد أن نظهر هذا الحب للشريك، بل لكل إنسان نحبه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمَّا مرَّ برجل، وكان إلى جواره رجل قال: (أنا أحب هذا)، قال صلى الله عليه وسلم: (هل أخبرته) قال: (لا)، قال: (فأعلمه)، فانطلق فأخبره، فنحن نتفق أننا لا نستفيد من الحب المكتوم الذي لا يظهر.
ونريد أن ننبّه إلى أن الحب أيضًا له لغات، وله طرائق أخرى يُعبّر بها الإنسان كما أشارتْ أنها تُعبّر بأفعالها، وطبعًا هذا لا يُغني عن التعبير اللفظي، لكن نريد أن نقول: الحب له عدد من اللغات (النظرة، اللمسة، الهمسة، الكلمة، الهدية، العطية...) يعني أشياء كثيرة، والإنسان ينبغي أن يستخدم كافّة هذه المهارات.
ولكن الجزء الأساسي من هذه المهارات إنما يحصل بعد أن تتحول العلاقة إلى عقد نكاح، ليس مجرد خطبة؛ لأن الخطبة ما هي إلَّا وعدٌ بالزواج، لا تُبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا التوسُّع معها في الكلام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكم على الخير.
وحقيقةً التوازن في هذه الأمور مطلوب، ولن تضرُّ كلمات الحب وإن كانت تُرد، لكن عندما تكون في موضعها الصحيح وبعد إكمال مراسيم الزواج، نسأل الله أن يجمع بينك على الخير وفي الخير.