كيف أوفق بين حقوق زوجتي وبر أمي التي تكرهها؟

2025-02-11 23:26:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل متزوج، وزوجتي حامل، ولا أريد أن أخبر أمي بحمل زوجتي إلا بعد الإنجاب -إن شاء الله-، فهل هذا يعتبر عقوقاً؟

علماً بأنني أعرف أنها ستغضب كثيراً إذا لم أخبرها أن زوجتي حامل، ومن الأسباب التي تمنعني من إخبارها، أنها ستنشر الخبر على الفيسبوك، وستخبر الجميع بذلك حتى التجار، وستتصل بي يومياً لتخبرني أن الأطفال مُكْلِفُون، وأنني لا أستطيع توفير كل مستلزمات الطفل، لأنها دائماً تقول لي هذا.

أريد أن أعرف كيف أتصرف، لأن أمي من شدة غيرتها أخبرتني أنها لا تحب رؤية زوجتي، وتمنعها من دخول بيتها، وزوجتي لم تقم بأي عمل سيء تجاهها! في إحدى المرات كنت مع زوجتي والتقيت بأمي صدفة، وكانت غاضبة لرؤيتي مع زوجتي، تحدثت معي وتجاهلت زوجتي، حتى إنها لم تسلم عليها، ولم ترد على سلام زوجتي.

تحدثت مع أمي بلطف، وحاولت أن أشرح لها أن ما تقوم به غير منصف، ولكنها امرأة مغرورة، وترفض ما أقول، حتى إني أسألها عن السبب، لكن ليس لديها أي سبب!

كلما تحدثت مع أمي تشتم زوجتي بدون سبب، وتتحدث بسوء عنها، وزوجتي بدأت تشعر، وخصوصاً أني كلما ذهبت إلى أمي أرجع إلى البيت حزيناً، حتى في أيام العيد، لا أستطيع الذهاب إلى أمي مع زوجتي، يجب أن أذهب بمفردي، أو أترك زوجتي في السيارة.

إن زوجتي لم تعد تحب أمي، ولا تريد أن تراها حتى بعد ولادتها، ماذا أفعل؟ هل لا حرج إذا لم أخبر أمي بشيء؟ ولم تر الطفل؟ علماً أن الطفل الصغير لا يمكن فصله عن أمه!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يرزقك بر والدتك، وأن يصرف عنك كل أذى، وأن يحفظك وأن يبارك فيك، إنه جواد كريم.

أولاً: بر الوالدين لا يخفاك أنه واجب عليك، والله عز وجل لن يرضى عنك إذا كانا أو أحدهما عليك غاضب، والسعي في مرضاتهما والتودد لهما من أسباب رضا الله عز وجل عنك، لذلك أول ما نوصيك به هو التفكير في كيفية رضاها، مع تحمل ما يصلك من أذى.

ثانياً: الأسباب التي ذكرتها ليست مانعة من إخبار الوالدة، لا سيما والخبر سيصلها من غيرك، وإذا كنت اليوم تعاني مع أنك -كما ذكرت- تحاول ودها، فكيف الحال لو عرفت من غيرك، كيف ستكون العلاقة معك؟

ثالثاً: إننا نرى أن تخبرها، ومع إخبارها، تطلب منها ألا تخبر أحداً بذلك، خاصة ما يثير تخوفك.

رابعاً: حديثها إليك عن الكلفة وغيرها يمكن تحمله، حتى لو كان كل ساعة، وليس كل يوم، فاصبر لذلك واحتسب الأجر من الله عز وجل.

خامساً: لعل هذا المولود الجديد يكون سبباً في التقارب بينك وبين والدتك وزوجتك، لذا نرى إخبارها وعدم التأخر في ذلك.

سادساً: اجتهد ألا تنقل عن أمك لزوجتك، أو العكس، ما يثير حفيظة الأخرى، وحاول أن تعلم ما الذي يضايق والدتك، وكيف يمكن إصلاح ما بينهما، ولو على الحد الأدنى، ولا بأس أن تدخل في الصلح من تحبه والدتك وتقدره.

(أمك ثم أمك ثم أمك) تلك وصية النبي -صلى الله عليه وسلم-، فتحمل منها ما يكون من أذى، واجتهد في برها على أقصى ما تستطيع، واعلم أن البر دَيْن موروث، وسيفعل أولادك معك مع تفعله مع والديك من بر أو عقوق، فاحذر -أخي- أن تنام ليلة وهي عليك غضبى، كما لا يدفعك برها إلى ظلم زوجتك، بل عليك الحكمة في التعامل مع الاثنتين.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يرزقك برها، والله الموفق.

www.islamweb.net