ظلمت شخصاً ثم حاولت الإصلاح ولكن لا فائدة!
2025-02-02 03:48:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدايةً: هناك مشكلة بيني وبين شخص، فأرجو منكم الدعاء لي من فضلكم أن يصلح الله ما بيننا.
فقد حدثت مشكلة بيني وبين شخص، ولا أنكر أنني ظلمته، لقد كنت ظالمًا معه، وحاولت بعدها التصالح معه، ولكن لا فائدة، كبرت المشكلة، وصار يسبني بألفاظ بذيئة، وأخطأ في حق والدي، وقال لي: إن شاء الله في الجحيم، وأنت شيطان بصورة بني آدم"، مع العلم أنني حاولت مرارًا وتكرارًا أن أصالحه، ولكن لا فائدة أبدًا، وقد زاد الطين بلة أنه قال سيدعو علي، وأنا خائف جداً أن تصيبني دعوته، أو يهلكني الله تعالى، فماذا أفعل؟ والله لا أريد أن تصيبني دعوته، أرجو الإرشاد والمساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يُصلح ما بينك وبين صاحبك، ونشكر لك –أيها الحبيب– حرصك على الإصلاح والتخلص من الظلم الذي وقعت فيه، ونصيحتُنا لك تتلخص في الأمور التالية:
أولاً: حقّق أركان التوبة التي لابد منها لقبول توبتك عند الله تعالى، وهي: الندم على فعل الظلم الذي فعلته، والعزم على ألّا ترجع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عن الظلم، هذه الأركان الثلاثة فيما بينك وبين الله، والركن الرابع: أن تردَّ هذه المظلمة إلى صاحبها، فإن كانت شيئًا مادِّيًا فردّه إليه، وإن كان شيئًا آخر غير مادي، فاطلب منه السماح والمعذرة.
وحاول أن تستعين بمن يقبل كلامهم، فإن فعل -فالحمد لله- فذلك خير، وإن لم يفعل، فنصيحتُنا لك أن تتوجّه إلى ربّك سبحانه وتعالى أن يتولّى عنك ردّ هذا الحق، والله سبحانه وتعالى على كل شيءٍ قدير، فإذا علم الله تعالى منك الصدق في التوبة، والصدق في إرادة التخلُّص من حقوق العباد، وإرجاعها إليهم؛ فإنه سبحانه وتعالى سيتحمّل عنك، ويُرضي خصْمك يوم القيامة.
وأمَّا الدعاء؛ فإنك بعد توبتك لست مسيئًا، والدعاء عليك بعدها فيه اعتداء، والله سبحانه وتعالى لا يتقبّل دعوة المعتدي، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)، وقال: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا مَأْثَمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُ دَعْوَتَهُ، أَوْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، أَوْ يَدَّخِرَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَهَا)، [رواه الحاكم].
فاشترط -عليه الصلاة والسلام- لقبول الدعوة ألَّا يدعو الإنسان بإثمٍ، وقبل هذا الحديث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ادعوا ربكم تضرُّعًا وخُفية إنه لا يُحبُّ المعتدين}، فلا تُبال كثيرًا بدعوته عليك بعد أن تبذل أنت ما كلّفك الله تعالى به من تحقيق التوبة.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.