هل أقبل الزواج بشخص أقل مني تديناً؟
2025-02-02 23:44:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة بعمر 21 سنة، حافظة للقرآن، وأحافظ على صلاتي، وأسعى لزيادة علمي والتفقه فيما لا يسع المسلم جهله من أمور دينه، وأشترك في أعمال تطوعية لمساعدة المرضى والمحتاجين، وتعليم الفتيات، وما زال أمامي عام ونصف على نهاية تخصصي الجامعي كأخصائية علاج طبيعي.
تقدم لخطبتي شاب بعمر 27 عاماً، يعمل مهندساً في شركة، ولكن أماكن العمل غير مستقرة، وكثير التنقل من محافظة إلى أخرى، هو شاب هادئ ومحترم، وأسرته طيبة، سألته عن عباداته، فأخبرني أنه يحافظ على صلاته فقط، ولا يدخن، وأن حياته كلها شغل ونوم فقط، خاصة بعد وفاة والده، فهو يعمل طول اليوم، وأخبرته بأن أكثر ما يهمني هو رضا ربي عني، وأنني أريد أن أربي أولادي على الطاعة، فرد بأن ظروف المجتمع حولنا صعبة، وسكت، وكان واضحاً معي في أمور عمله وظروف حياته.
أمي وأبي مرتاحان وموافقان، ولكني مترددة، فهذه أول تجربة لي، وقد اعتدت الاستخارة في جميع أموري، وقد كررت الاستخارة كل يوم تقريباً منذ بداية الأمر، وأدعو الله كثيراً أن يشرح صدري إن كان فيه الخير لي، أو يصرفه عني إن كان شراً لي، وأجد أن الأمر متيسر.
قد أرسل رسالة بالقبول، وسألني أبي فأخبرته بترددي، ولكني وجدت نفسي لا ترفضه، وسيأتون غداً للاتفاق على أمور الخطبة، وأنا ما زِلت قلقة جداً.
أمر آخر وهو أنني حين رأيته لم أكره هيئته وشكله العام، ولكن أخواتي سخرن منه أمامي، فضاق صدري وبكيت، فهل أقبل به، أم أرفضه وأنتظر من هو أفضل منه تدينًا؟ وبماذا تنصحوني بوجه عام في هذا الأمر؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يتم عليك بالخير، وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة النقية، إنه بر لطيف.
أختنا: إننا نحمد الله إليك أن خصك من بين آلاف الفتيات بهذا الفضل، نحمد الله إليك أن حبب إليك الطاعة ويسر لك طريقها، نحمد الله إليك أن صرفك عن المعصية، أو التعارف المحرم، وهذا كله محض فضل الله تعالى عليك، ويحتاج هذا الفضل إلى شكر منك.
أختنا: صلاة الاستخارة لا تفضي إلا إلى الخير، فكوني مطمئنة؛ لأن الله هو الأعلم بما هو أصلح لك، وميزة الاستخارة أنه لا يشترط لها انشراح صدر، أو رؤيا منامية، كما يتوهم البعض، بل هي تيسير للخير، فإن تيسر أمر الزواج فالحمد لله، وهذا اختيار الله لك، وهو الخير لا محالة، وإن لم يتيسر، فالحمد لله، وهذا اختيار الله الأعلم بك، وهو الخير لك لا محالة.
أختنا الكريمة: إن الشاب في المجمل جيد، فهو محافظ على صلاته، وهو واضح وصريح معك، ونتصور أن الأصل من الدين والأخلاق موجود، خاصة بعد سؤال أهلك عنه، وعليه فلا نرى مبرراً حاداً يوجب عليك رفضه.
أختنا: نوصيك في فترة الخطوبة بالمحافظة على الحد الشرعي الواجب عليك، فإن التهاون بعد الخطبة له أضرار سلبية على الزواج وعلى الزوج، كذلك وانتبهي لقولنا: الخطبة لا تجيز أي شيء، فلا يجوز له الخلوة بك إلا في وجود أهلك، ولا يجوز له مسك يديك، أو إظهار ما حرم عليه رؤيته، وإن البعض تحت تأثير العاطفة، أو حتى تحت تأثير الخوف من فقد الخاطب تتنازل قليلاً، وهذه طامة من زاويتين:
الأولى: أنها معصية لله تعالى، والزواج الحلال لا يبنى على قواعد من الحرام.
الثانية: أن أكثر الشباب متى ما تهاونت بعض الأخوات معه، يبدأ في الشك فيها، وتأتينا رسائل هائلة في عزوف البعض عن الزواج من بعض من تهاونت، ولا نبالغ إن قلنا إن نسبة الزواج الذي لا يتم من جراء التهاون يتجاوز 80 %، والأمر الآخر الأعجب أن البقية الباقية من هذه النسبة بعد الزواج يسيطر على أغلبها هاجس الشك، فانتبهي -أختنا- لعواطفك، وألجميها بلجام الشرع، لتسعدي وتفوزي.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، والله الموفق.