أحسن إلى جارتي لكنها تغار مني وتقلدني وتسيء الظن بي!!

2025-02-03 00:07:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان هناك خلافات بيني وبين جارتي، و-الحمد لله- حلت منذ سنة، عندما أصبحت أعطي عيالها دروساً منذ سنة ونصف، جارتي أكبر مني ب 10 سنين، وخلال المدة صرنا صديقات لبعض جداً، لدرجة أني ما عندي صديقة غيرها.

خلال السنة والنصف هي تعرضت لفترة صعبة، وكأنها مسحورة، وصارت تتعافى منه، ويعلم الله أني واقفة بجانبها في كل ذلك، وأنا وهي مع بعض في كل شيء.

المشكلة هنا أنها دائماً تغار مني جداً، لدرجة أني أشعر أنها لا تريدني أن أكون أحسن منها في أي شيء، وصارت تقلدني في أشياء كثيرة، وتقول لي: إني أنا التي أقلدها! وتحاول دائماً تلغي شخصيتي، وحساسة جداً، لدرجة أنها تسيء الظن، وفي كثير من الأحيان يخرج منها بعض الكلام يضايقني.

أنا متأكدة أنها تحبني، ولكن الذي تعمله يؤذيني، وأنا لا أعرف ولا أقدر أن أواجهها، ولا أريد ذلك، ولا أريد أن أوجع رأسي، وأقول لنفسي دائماً يكفيك الذي فيك.

علماً بأنها جارتي، وغالية على نفسي، ولأجل ذلك لا أحب أن أخسرها، وفي نفس الوقت لا أحب السلبية والضعف، وأحب دائماً أن أتغافل، ولا آخذ في قلبي؛ لأني أعرف أنها حساسة.

أنا دائماً أشجعها في كل الأمور، ولا أظهر لها ما يحزنها، وللأسف هي تعمل العكس، وأنا تعبت، ولو واجهتها لخسرتها، فماذا أعمل؟ كما أني لو سكت لتأذيت منها.

أرجو الرد، وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الجارة، والحرص على نفعها والصبر عليها، ونسأل الله أن يتقبّل منك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن الغيرة موجودة، بل الحسد موجود، فلا يخلو جسد من حسد، ولكنّ المؤمن يُخفيه والمنافق يُبديه، وعليه أرجو أن تستمري في مشوار الصبر، فثوابه عظيم، والله قال: (إنما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب)، وإذا لم تصبر المرأة على جارتها فعلى مَن يكون الصبر؟!

لذلك أرجو أن تتسلّحي بالصبر، وتستمري على ما أنت عليه، فإن التي تغار والتي عندها حسد هي التي نحتاج أن نُشفق عليها، ونجتهد دائمًا في بذل الإحسان إليها، ومقابلة سيئاتها بالتي هي أحسن، و-الحمد لله- هي تعرف مقامك، وهذا واضح من العلاقة التي تحسّنت يوم انتفع أطفالها منك، وهي سعيدة بلا شك بوقوفك معها، ولكن هذا لا يعني أنها لا تغار، فما من إنسان ناجح في الحياة، وما من إنسان عنده نعم إلَّا ويوجد في أهل الأرض مَن يحسده، والحسد والغيرة تكون دائمًا من أقرب الناس، فنسأل الله أن يُعينك على الصبر.

أنت تواصلت و-لله الحمد- مع موقع شرعي، ونحن نحب أن نقول لك: الجنّة مهرها غال، وتحتاج إلى صبر، وأنت في خيرٍ عظيم، ولن يضرّك هذا، لن يضرّك كلامها إذا هي قلّدتك وقالت: (أنت تُقلّديني) أو لاحظتِ منها بعض التصرفات، أو استمعت لبعض الكلمات، وصبرت عليها؛ اعلمي أن مهر الجنّة غال، ولأجل هذا المهر نحن نجوع ونتعب، هناك مَن يُجاهد ويُقدّم نفسه من أجل الجنّة.

أرجو أن تصبري عليها، ولست سلبية، فإن السلبية ضعف، لكن القوي هو الذي يركن إلى إيمانه، ويستعين بالله تبارك وتعالى، ويتوكل عليه، وينتظرُ ما عند الله تبارك وتعالى، فالمطيعة لله هي الشجاعة، هي الصابرة، هي القوية، أمَّا الضعيف فهو الذي يُجاري هوى النفس، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام هذا المفهوم بقول: (الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) فاستمري في قهر النفس وتصبيرها، والإحسان إلى الجارة، والصبر عليها، وأبشري بالخير العظيم عند الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

إذا كان هناك دروس تحضرونها أنت وجارتك أو وسائل، أو هناك مَن يُعلّم الناس، فيمكن أن تُرسلي له ورقة تطلبين منه أن يتكلّم عن مثل هذه الأمور (الغيرة الزائدة السالبة التي تتحول إلى حسد) يعني مثل هذه الأمور نحتاج فيها إلى توجيه شرعي من جهات شرعية، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net