هجرني زوجي لإصراري على إشراك ابنتي في نادٍ، فماذا أفعل؟
2025-02-03 01:11:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندي بنت عمرها 9 سنوات ونصف، في الصف الثالث الابتدائي، وابن عمره 11 سنةً، وهو في الصف الخامس، قمت بإشراكهما في نادٍ من أجل أن يفرغوا طاقتهم، ولكن قدر لابنتي أن تشترك مع فريق السلة، وتم تسجيلها في الاتحاد، بينما ابني لم يوفق، وصار لديها دوري، وبطولة، فلما حل الشتاء أمرها أبوها بالجلوس، وعدم الذهاب، فأخبرته بأنني متكفلة بالمصاريف، وأن النادي بمن فيه كلهم بنات ونساء، ولكنه لم يرض.
كما أنه ليس لديها جلد على الدراسة، فقلت في نفسي: لعلها تجد نفسها في الرياضة، وتزداد ثقةً بنفسها، ولكن أبوها ممانع لذهابها للنادي أشد الممانعة، فما كان من ابنتي إلا أن انهارت، وبكت بكاءً شديدًا، بينما ترك أبوها البيت، وحرمنا من المصروف، ولا أدري ماذا أعمل؟
وللعلم: فإن مشاكلنا الزوجية من قبل هذا الموقف كان أساسها قلة صرفه، وتقتيره علينا، ويحاسبني على كل جنيه، كما أن هذه آخر طلقة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر أبنائك، ونسأل الله أن يُعينك على الوفاق في حياتك الزوجية، وأن يُلهمكما السداد والرشاد، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
لا شك أن حفاظك على بيتك أولى من ذهاب البنت إلى اللعب في النادي والبطولة، وأرجو أن نعرف من الأب، أو منك المحاذير التي يخاف منها الأب؛ فلا يكفي في الأوساط الرياضية أن يكون الجميع فيها نساءً، بل لا بد أن نتأكد من الأخلاق الجميلة، والالتزام بالحشمة، ونهايات مثل هذه البطولات التي يمكن أن تتطلب السفر إلى دول أخرى، أو تتطلب الاختلاط في أماكن أخرى، إلى غير ذلك من الأمور.
كما أرجو ألَّا يكون ذلك على حساب مستقبل البنت العلمي، أو مستقبلها من الناحية الشرعية، وحفظ القرآن، إلى غير ذلك من الأمور.
وكل هذا كان يمكن أن يكون مجالاً ومكانًا للنقاش، إذا كان محل وفاق بينك وبين والدها، فكلمة الوالد ينبغي أن تُطاع؛ لأن الذي يأمر به هو الخير، والمشاكل التي بينك وبينه ينبغي أن تُحل في إطارها، وأرجو ألَّا تُدخل هذه المشكلة مع المشكلات السابقة، ونتمنَّى دائمًا إذا كان في الزوج عيوب، أو في الزوجة عيوب أن يستحضر الطرف الآخر ما في الشريك من الإيجابيات، ويُلاحظ أيضًا أن الإنسان لا بد أن يكون فيه إيجابيات وسلبيات، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته.
نسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأرجو أن تتفاهمي مع البنت، وأن تحاولي أن تُرمّمي بيتك، وأن توجهي البنت نحو مهارات أخرى، وجوانب أخرى تقضي فيها أوقاتها، أو تجعلي هذا الأمر نوعًا من الهواية في فترة الصيف، ووفق الضوابط الشرعية، ولا ننصح أيضًا بعد أن تدخل المرحلة العمرية الجديدة -مرحلة البلوغ- بأن تستمر في اللعب بالطريقة المذكورة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، ونحب أن نؤكد أن هذا القرار ينبغي أن يكون مشتركًا، ولا تُظهروا الخلاف بينكما أمام الأبناء؛ فإن ذلك يضرُّهم.
حاولي أن تتفاهمي مع البنت، واطلبي منها أن تتواصل مع والدها، وأن تقترب منه، فأنتم شركاء في هذا العمل، والأب راعٍ ومسؤول عن رعيته، وأنت راعية ومسؤولة عن رعيتك
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.