كيف أصلح خطئي تجاه والدي وأكسب رضاه؟
2025-02-05 00:14:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
منذ ثلاث سنوات تم تشخيص والدتي بمرض الفيروس الحليمي البشري، وهو ينتقل جنسيًا من الزوج، وكانت شكوتها بوجود نزيف، كما أن الطبيب وجد زيادات في عنق الرحم، وقام بإزالتها، ولكنها عادت بعد عام، وأزيلت مرةً أخرى، ولم أقم بإخبار أمي بهذا الفيروس؛ حتى لا تحدث المشاكل بينها وبين أبي، وهي لا تعلم إلى الآن.
أما والدي فهو عصبي، وربانا تربيةً صارمةً، وكانت أمي تصبر على أبي، وتتحمل معاملته السيئة جدًا، كما أنه كان يسبها ويدعو عليها لأنها أنجبت طفلاً معاقًا، على الرغم من أنه على دين وتقوى، إلا أن تعامله مع أمي وأخي سيئ جدًا.
منذ يومين كلمته في موضوع بخصوص إخوتي، وانهال بالسباب عليهم، وأنهم لم يتربوا بسبب أمي، وبدأ يدعو عليها، ويسبها، وأن حياته معها هباء، فأخبرته بمرضها، رغبةً مني لأن يرأف بحالها، ولكن ما كان منه إلا أنه غضب غضبًا شديدًا، وقال لي: أتتهمينني بالزنا؟
الآن هو غاضب مني، وأنا نادمة أشد الندم بأني أبلغته، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mai حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لأُمك الشفاء العاجل، وأن يُصلح حال والديك، ويُديم الألفة بينهما، ونشكر لك اهتمامك بإصلاح أحوال أسرتك، وحرصك على البر بالوالدين، وهذه علامة خير فيك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً، وصلاحًا، وتوفيقًا.
ما فعلته -أيتها البنت العزيزة- من إخبار والدك بمرض أمك، وأسباب هذا المرض، ليس فيه إثم، ولا قطيعة رحم، ولا عقوق بالوالد، ولذا ننصحك بأن لا تحمّلي الأمر أكثر ممَّا يستحق، فتدخلي في دوامة من التعاسة، وتتعطّل مصالحك الدينية والدنيوية، فالله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية، وقد قال سبحانه وتعالى: {والله يعلم المفسد من المصلح}.
كما أنه سبحانه وتعالى أخبرنا في آيات بر الوالدين في سورة الإسراء بأن الله سبحانه وتعالى مطلع على السرائر، ويعلم النيّات، وأنه على فرض وقوع الولد في بعض الهفوات والأخطاء، لكنّ الله تعالى إذا علم من هذا الولد قصد الخير، ونيّة الخير فإنه يتجاوز عنه، قال سبحانه وتعالى بعد أن وصّى بالوالدين: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورًا}.
فننصحك بطرد هذا الشعور الذي سيطر عليك، وأمَّا مجرد الندم لأنك تسببت في إغضاب والدك فهذا أمرٌ تشكرين عليه، ولكنك في الحقيقة أيضًا لم ترتكبي إثمًا بإخبارك له بما حصل، وبحقيقة مرض أُمك، فليس في ذلك عقوق -كما قدمنا-.
نصيحتُنا لك -ابنتنا العزيزة- أن تستمري في محاولات الإصلاح بين أُمك وأبيك، وأن تحاولي تبيين موقفك لوالدك، وأن تصارحيه بقصدك الحسن الطيب، وهو أنك إنما قصدت التقريب بينه وبين أُمّك، ومحاولة إيجاد حالة من الرحمة واللين، واستعيني على الوصول لهذا المقصد بكل ما يمكن أن يُؤثّر على والدك من إخوانك، وأخواتك، وباقي الأقارب الذين لهم كلمة مسموعة عند الوالد، وستصلين -بإذن الله تعالى- إلى ما تتمنّينه.
نسأل تعالى أن ييسّر لك الخير، ويجعلك مفتاحًا له.