اتفقنا أنا زوجتي على تقسيم المهام لكنها أتعبتني بسبب إهمالها!

2025-02-05 00:35:18 | إسلام ويب

السؤال:
أنا متزوج منذ خمس سنوات، وتعاهدت أنا وزوجتي قبل الزواج على تقسيم المسؤوليات والمهام، والمشاركة الحياتية، وإن كان الشرع أو العرف يدعو لذلك، وكان ذلك شرطاً للزواج بيننا.

لقد اتفتقنا أن مهامها إدارة المصاريف المنزلية والخدمية، والطب، ودوري أنا العمل والكسب، ووضحنا الخطط، وبعض الخدمات التي تكون خارج المنزل أو تتطلب المشاركة مني، وغير ذلك مما أباحها أو أمر بها الشرع، إلا أن زوجتي -وهي فيها الكثير من الصفات الصالحة، وأنا أحبها- لديها بعض الإهمال في واجباتها المنزلية، خاصة المتعلقة بالنظافة، أو التدبير المنزلي.

كانت لا تحسن نظافة أواني الطعام أو الملابس، ويظل عالقاً ما بها من أوساخ، وتستنفد خزان المنزل في وقت قليل، أو تخرج للذهاب لبيت أهلها ومجالسة أبنائها من زوجها السابق، ويكون البيت فارغاً تماماً من أي مواد تخزين أو أطعمة، ولا تخبرني حتى أدبر أمري أو أوفر في فترة غيابها، وأفاجأ بذلك بعد العودة من عملي، وذلك أحياناً عن كسل منها أو تغافل، وليس سهواً، وأحياناً عن قلة خبرة.

أنا أقوم دائماً بلفت نظرها، والنصيحة والكلمة الطيبة، وأحياناً بالعتاب الهادئ العابر، وأصبر حتى تتعود على ذلك، إلا أنها تعود مرة أخرى لحالها، فأضطر أن أزيد من انفعالي، أو الزجر حتى تتفهم ضرورة الأمر.

إن أسوأ ما فيها أنها تجادل بأي رد غير منطقي بأنها تفعل، أو تنكر من الأصل أنها مقصرة، آخر موقف بيننا كانت ملابسي بعد الغسيل غير نظيفة، وتركت الملابس التي أحتاجها لعملي دون مكواة، وفوجئت بذلك وأنا ذاهب لعملي في الصباح، وليس لدي وقت لتجهيز غيرها، وخرجت لزيارة أهلها، ولا يوجد في الثلاجة أو دولاب المطبخ أي شيء.

علماً بأني أترك لها مالاً يكفي بأن يغطي لشيء يسير حتى تعود، فاتصلت عليها عند أهلها وأخذت ألومها وأعاتبها على تقصيرها في شؤون حياتي وبيتها، وعدم وفائها بعهدها قبل الزواج، وأزيد من نبرة انفعالي حتى أقسمت عليها بالله بأن لا تلمس ملابسي، لا للنظافة ولا للكي.

أنا نيتي متجهة للتعنيف بسبب نقص واجباتها التي تهمل في القيام بها، وأشعرها بعدم تحمل المسؤولية، وأنها غير أهل لها، وبأني أستطيع أن أدبر أمري بدون الاعتماد عليها، وصيام ثلاثة أيام إذا أفتاني عالم، وذلك في نيتي قبل القسم، فأخذت تستفزني أكثر وتنكر، حتى أقسمت عليها يمين الطلاق، بأنها لن تمس ثيابي أبداً، وأنا نيتي متجهة لنفس نية القسم الأول، وليس الطلاق، فما علي من كفارة بخصوص هذا الأمر أو العمل؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وقد أسعدنا الثناء على زوجتك، ونحب أن نذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر)، ونحن بلا شك لا نؤيد هذه الزوجة في إهمالها، وحبذا لو تواصلت هي مع الموقع حتى تسمع النصائح والإرشادات، ونذكرها بالله تبارك وتعالى حتى تقوم بواجباتها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الصبر عليها، وأن يعينها أيضاً على تدارك هذا الخلل وهذا النقص الذي يحدث بينكم.

نشير إلى أهمية أن لا يحصل النقاش في مثل هذه الأحوال، إذ ليس من المصلحة مناقشة الزوجة بالهاتف وهي عند أهلها، ولكن حبذا لو تؤجل مثل هذه النقاشات لتكونوا وحدكم، بل ينبغي أن يكون النقاش الحاد أو النقاش العادي الذي يظهر فيه نوع من الغضب أن يكون بعيداً عن أعين الأطفال وآذانهم، حتى لا تحدث لهم أضرار وأمراض نفسية غائرة في نفوسهم، وعندما تناقشها وهي عند أهلها فإن هذا يزيد من عنادها، وأيضاً يعطي انطباعات سيئة عند أهلها، وهذا لا يعين على مصلحة الأسرة.

نؤكد رفضنا لأي تقصير، وإن كنا لا نرضى أيضاً بأن تكون الحياة الزوجية محسوبة كما يقال بالسنتيمتر، فالتجاوز والنقص متوقع هنا وهناك، ونحن يكمل بعضنا بعضاً، وعليها أن تقوم بواجباتها بلا شك، وإذا حصل لها عذر أو ظرف ينبغي أن تخبرك مبكراً، هذا كله من الأمور المهمة التي لا بد أن تكون واضحة أمامها.

أخيراً: نحذرك بعدم الاستعجال بالحلف، وإذا حلفت بأنها لا تلمس ملابسك، فإذا أردت أن تلمس ملابسك بعد ذلك، فعليك كفارة يمين، وكفارة اليمين إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، يعني كم يكفي لعشرة مساكين بعملة البلد الذي أنت فيه، عند ذلك تقدر وتدفع ما يكفي لعشرة مساكين، أو تعد طعامًا في أي مطعم في أي مكان لعشرة من المحتاجين المساكين حتى يأكلوه، والصيام لا يجب إلا للذي ليس عنده مال: (فمن لم يجد فصيام).

كذلك الأمر في الحلف الثاني، وهو أنك حلفت عليها يمين طلاق، ويمين الطلاق أولاً أرجو أن تستغفر الله تبارك وتعالى وتتجنب استخدام ألفاظ الطلاق، وتحرص دائماً على تفادي اللفظ، يعني تفادي هذا اللفظ من الأمور المهمة جداً؛ لأنه أمر يترتب عليه اعتبارات شرعية، وفي هذا الأمر أيضاً نتمنى أن تعود إلى المفتي الذي في بلدك والجهات الشرعية والقضائية التي في بلدك، ولكن على كل حال إذا كنت لا تقصد الطلاق فإن الطلاق لا يقع، وكفارة يمين الطلاق مثل كفارة اليمين التي أشرنا إليها.

الكفارة التي عليك هي أن تطعم أيضاً عشرة مساكين وكسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، مع أننا نميل في مثل هذه الأمور إلى مشاورة أهل الاختصاص في بلدك، أو التكلم مع الجهات القضائية في بلدك حتى يبينوا لك الحكم في مسألة الطلاق.

الذي يهمنا هو أن لا تعيد مثل هذه المواقف، وحبذا لو تواصلت الزوجة مع موقعكم لتقول ما عندها حتى تسمع التوجيه المباشر، والإنسان في تعامله مع المرأة ينبغي أن يطيل باله.

لذلك الشريعة وضعت الأمر بيد الرجل؛ لأنه الأعقل؛ لأنه الأحكم؛ لأنه الأدرى بمآلات الأمور، ونسأل الله أن يهدي زوجتك لطاعتك، وهي من طاعة الله، طاعة الزوج من طاعة الله، وأن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، ونكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع.

www.islamweb.net