اختلفت مع زوجي الذي عقد عليّ فعلقني، فماذا أفعل؟

2025-02-05 01:29:57 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة خُطبت قبل شهرين، وأتم عقد قراننا شيخ بدون محكمة، وبعد الخطبة أصبح يضغط علي كثيراً، يعني يمنع خروجي من البيت، حتى مع أهلي، وإذا أراد شيئاً يجبرني عليه، لا يأتي باللين معي، فقط بالجبر، ولا يحترم أهلي، ويتكلم عنهم بالسوء أمامي، ويرفض أن أخبر أهلي أو أي أحد عن مشاكلنا.

صرت مكبلة فقط، يجب أن أتحمل، ولكن حالتي النفسية انهارت، ومن عصبيتي عليه، وحتى أخوفه قلت له: أريد أن أترك هذه الخطبة، وأنا لم أعد أحبك، ولكن لم تكن في نيتي، فقط لحظة عصبية، جاء بعد كم يوم، وقال لأبي كل المشاكل التي حصلت بيننا، وتكلم له عن كل أسرارنا التي منعني أن أتكلم عنها، وتركني معلقة، لا يرضى أن يطلق ولا أن يرجع.

بعد فترة أسبوع أبي سأل الشيوخ، وقالوا له: إنه إذا كان يريد أن يطلق فيقع عليه نصف المتأخر، وعندما أبلغه أبي بذلك قال: إنه تراجع عن فكرة الطلاق، وها قد مر 3 أسابيع ولم يتصلوا ولم يتكلموا، فقط أبقوني معلقة.

مساء أمس علمتُ من أمي أن أبي اتصل بهم، وقالوا له: إنه يريد أن يبقي البنت في بيتك ولا يطلقها، ويبقيها على ذمته من غير زواج.

أنا أعرف أني أخطأت، ويجب عليه أن يعاقبني، ولكن ليس هكذا، وليس بيدي شيء، تعبت حالتي النفسية، أتمنى منكم أن تنصحوني بحل، وأكون ممنونة لكم، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب..نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

لقد أحسنت -أيتها البنت العزيزة- حين استجبت لطلبات زوجك من كتم الأخبار والأسرار التي بينك وبينه، وعدم إفشائها، وصبرك عليه فيما يعاملك به من أسلوب، قد يكون فيه شيء من القسوة أو الخشونة، ولكن على سبيل الإجمال نقول: إن امتثال المرأة لزوجها وصبرها عليه هو في حقيقة الأمر مفتاح لسعادتها، فهذه الدنيا لا تخلو أبداً من الأكدار، فلا يمكن أن يجد فيها الإنسان لذة بغير منغص، فإذا رزقت المرأة زوجاً، فقد يكون المنغص من قبيل معاملة هذا الزوج، أو أخلاقه، أو غير ذلك.

لذلك نصيحتنا لك -أيتها البنت العزيزة- أن تنظري أنت في واقعك، وأن تستشيري العقلاء من أهلك، الذين يحرصون على مصلحتك بتجرد، وبدون غضب كردة فعل على تصرفات هذا الزوج، أن تتشاوري مع هذه الشريحة من الناس، في فرص الزواج فيما لو تركت هذا الزوج، فإذا كانت فرص الزواج لا تزال متوفرة، واحتمال أن تجدي زوجاً آخر، فما دام الأمر قد وصل إلى هذا الوضع الذي أنتم فيه من إصرار هذا الزوج على إحداث الضرر عليك، وتركك معلقة دون زواج ودون طلاق، وكل ذلك نكاية وتأديباً فقط لموقف واحد وقعت فيه، في هذا الغلط اليسير، وهو إخبارك له بأنك تريدين الطلاق، إذا كانت الأمور وصلت إلى هذا الحد، وكانت فرص الزواج فيما لو فارقت هذا الزوج متوفرة واحتماله كبير، فأنا رأيي أن تسعي في مفارقة هذا الرجل، ولو بأن تضعي عنه النصف الآخر من المهر، فالمرأة تستحق إذا طلقت قبل الدخول نصف المهر المسمى، ولكن الله تعالى ندب إلى العفو عنه والصفح، وقال: (إِلَّآ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَاْ ٱلَّذِى بِيَدِهِۦ عُقْدَةُ ٱلنِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوٓاْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ ).

إذا كان إسقاط هذا الحق سيؤدي به إلى فراقك بسهولة ويسر، وكان الوضع على النحو الذي شرحناه لك، فهذا حل يمكن أن تفعليه، فهو خير أن تبقى أمورك هكذا معلقة، وإنما اقترحنا عليك هذا الحل لأن ما نراه من تصرف هذا الزوج كردة فعل على موقف يسير، مع ما ذكرته من سوء معاملته لك ولأهلك، يجعل الاستمرار في هذا الزواج محتفاً بأنواع من المنغصات والمخاطر، وربما الفرقة والطلاق لاحقاً، فالطلاق في هذه المرحلة أسهل وأيسر لك، وأقل ضرراً عليك من تأخيره إلى ما بعد ذلك، وبالأخص إذا حصل أطفال.

خير من يعينك على الأفضل والأسعد في حقك هم العقلاء من أهلك، الذين يحيطون بك، ويعرفون الواقع كما هو، فاستخيري ربك واستشيري المخلوقين، وأقدمي على هذا الحل إذا رأيت أنه الحل المناسب.

أما إذا كان الأمر على خلاف هذه الاحتمالات، فإن صبرك على هذا الزوج خير لك من البقاء أيِّماً بغير زواج، فحاولي أن تستعيني بكل من يقدر على إصلاح العلاقة بينكما، والله سبحانه وتعالى سيقدر لك الخير.

نوصيك بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، وكثرة اللجوء إليه، وكثرة دعائه، وتحري أوقات الإجابة، بأن يقدر لك الخير ويختار لك أفضل الأمور، ولن يخذلك الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يقدر لك الخير.

www.islamweb.net