أمي ترفض أن ألبس النقاب بحجة أن أكون فتاة صالحة أولاً!
2025-02-05 02:39:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أرغب بارتداء النقاب، ولكن أمي ترفض ذلك بحجة صغر السن، وأنه يؤخر موضوع الزواج، كما أنها تقول: يجب أن أكون فتاةً صالحةً، وأصلي كل الفروض على وقتها، ولا أرتكب أيًا من الذنوب كالغيبة، وغيرها، ولا أعصي الله نهائيًا؛ لأنه في نظرها أن المنتقبات هن واجهة لهذا الدين، فهل هذا صحيح؟
أنا أرى أننا بشر ونخطئ، وهذا طبيعي، وأين المشكلة لو لبست النقاب، وحاولت الالتزام أكثر؟ أنا أصلي، وأدعو أن يجبرني الله بلبس النقاب، وأنا أعلم أن لبس النقاب فرض، ولكنني أود أن ألبسه بموافقة أهلي، ويكون سببًا في تغييري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يمنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك (إسلام ويب)، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: شكر الله لك -أختنا الفاضلة- حسن تدينك وإقبالك على الله -عز وجل-، وحرصك على طاعة الله مع بر والدتك، وهذا يدل على خير أنت فيه، نسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.
ثانياً: إننا نتفهم تمامًا دوافع الوالدة -حفظها الله-، ومنطلق الوالدة جيد في تحفيزك على طاعة الله تعالى، والحرص على الابتعاد عن المعاصي، حتى تكوني أهلاً لهذا الفضل، تلك وجهة نظر والدتك -حفظها الله-، إذ لا يعقل أن فتاةً تلبس النقاب ولا تحافظ على الصلاة في أوقاتها، أو فتاةً تلبس النقاب وهي تمشي بالنميمية بين الناس، فهذا سلوك مشين، ومن حق الوالدة تحفيزك على ذلك.
أما مسألة أن المنقبات لا يجب عليهم الخطأ مطلقًا؛ فهذا بعيد؛ فجميعنا لسنا أهل عصمة، وعليه فلا يشترط في لبس النقاب عدم الوقوع في المعصية مطلقًا، بل إننا نرى أن وجود النقاب في الغالب الأعم يعد دافعًا قويًا للفتاة حتى تحسن من سلوكها وطاعتها لله -عز وجل-، فهو معين للمرأة على الاستقامة، إلا أن الاستماع إلى الوالدة، والاجتهاد في إقناعها أمر ميسور، ما دامت غير معترضة عليه بالكلية.
رابعًا: ننصحك بطاعة والدتك، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، والاجتهاد في ترك أي معصية ظاهرة، والحديث مع والدتك دائمًا عن فضل النقاب، وحاجتك إليه، حتى يشرح الله صدرها لهذا الخير.
وأخيرًا: عليك بالدعاء أن يثبتك الله على الطاعة، وعليك بالتواصل الدائم مع والدتك، والإحسان لها قدر الاستطاعة، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وفي أهلك، وأن يعينكم على طاعته، والله الموفق.