هل من الممكن أن يجمع الله بيني ومن أحب بعد أن تبنا؟

2025-02-05 02:42:54 | إسلام ويب

السؤال:
هل من الممكن أن يجمع الله بيني وبين من أحب بعد التوبة والندم، والتوقف عن التجاوزات التي فعلناها؟ فقد كنت أتحدث مع فتاة، وهي زميلتي في الجامعة منذ ٣ سنوات، في أمور الحياة والدراسة، ثم أعجب كل منا بالآخر، وبعد مرور فترة اعترف كل منا بحبه للآخر، وكانت نيتي هي انتظار الانتهاء من الدراسة ثم خطبتها، لكن في آخر سنة من ال ٣ سنوات حدثت العديد من التجاوزات المحرمة بيننا من دون وعي، وكانت تحدث بيننا الكثير من الخلافات على غير المعتاد، وشعرنا أن كل هذا بسبب التجاوزات التي فعلناها.

أدركنا خطأنا وندمنا على هذا الفعل، وتوقفنا عنه فوراً؛ لأننا نخشى أن لا يبارك الله في هذه العلاقة، وأصبحنا الآن مجرد زملاء في الجامعة، دون أي تواصل يذكر.

هل يتوب الله علينا، وتفتح لنا صفحة جديدة، أم أنه لن يبارك الله في هذه العلاقة؟ وكيف يمكن لنا أن نسامح أنفسنا على ما فعلنا؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونهنئك بتوفيق الله تعالى لك ومنّه عليك بالتوبة والإقلاع عن الممارسات المحرمة التي أشرت إليها في سؤالك، وهذا من علامة إرادة الله تعالى الخير بك، فإن من توفيق الله تعالى للإنسان المسلم أن يبصره بذنوبه وعيوبه، ليصحح ويتدارك، وما وصلتم إليه -أيها الحبيب- من الوقوع في المحرمات هو تأكيد لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، من التحذير من فتنة النساء، وما أخبر به من أن هذه الفتنة هي أضر الفتن على الرجال، فقال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

لا شك أن العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية يحاول الشيطان أن يحفها من جميع الجهات ويستغلها أتم الاستغلال، ليجرهما إلى الوقوع في أنواع من المحرمات، فمن فضل الله تعالى عليك تنبهك لهذا الخطر، وتراجعك عن المضي في هذا الطريق قبل أن تقع فيما هو أكبر وأفحش مما وقعت فيه، فاحمد الله سبحانه وتعالى وأكثر من ذكره وشكره.

قد أحسنت -أيها الحبيب- حين قطعت التواصل مع هذه الفتاة الأجنبية، فهذا خير ما تقوم به، وتوبتك وندمك على ما كان في الماضي سيمحو به الله تعالى ذنوبك السابقة، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه الكريم بأنه (يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)، وأخبرنا في كتابه الكريم بأنه يبدل سيئات التائبين حسنات، وأخبرنا أيضاً نبينا صلى الله عليه وسلم عن فرح الله تعالى بتوبة عبده التائب، وهذا الفرح فرح الكريم، يفرح ليكرم هذا العبد، ويعطيه ويمن عليه بسبب توبته، فأبشر بفضل الله تعالى، وأبشر ببركات كثيرة تحل عليك وعلى حياتك، واعلم أن وقوفك عند حدود الله، ووقوف هذه الفتاة أيضاً عند هذه الحدود الشرعية، سبب أكيد في فتح أبواب الأرزاق أمامكما، وفتح أبواب السعادة، فإن الخيبة والحرمان من نتائج الذنوب والمعاصي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

نوصيك -أيها الحبيب- بإحسان العلاقة بينك وبين الله تعالى، بأداء الفرائض واجتناب المحرمات، والأخذ بالأسباب المادية للزواج والاستعداد له، والله سبحانه وتعالى سيتولى عونك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاث حق على الله عونهم، ومنهم: الناكح يريد العفاف).

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

www.islamweb.net