أخواتي يفرضن عليّ رعاية أمي ودخلي محدود، فماذا أفعل؟
2025-02-09 02:54:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن ثلات أخوات بنات، ووالدي متوفى، وأمي كانت تعيش في بيتها، وهي -بفضل الله- بصحة جيدة، إلى أن شاء الله وسافرنا، واجتمعنا في بلد واحدة في الغربة، مع اختلاف ظروفنا، قمنا بعمل دعوة لأمي حتى تكون معنا ولا تكون وحيدة، و-الحمد لله- جاءت، ولكن للأسف تم رفض طلب إقامتها، وللأسف اضطررنا إلى إبقائها معنا لكبر سنها، حتى لا تعيش وحيدة، وهي -بفضل الله- ميسورة مادياً، ولكن للأسف لا تحب الإنفاق، وهي الآن تعيش معي منذ أن جاءت، وأنا ظروفي متوسطة، ولا أعمل حالياً، وبدأت أشعر بالضيق من عدم صرفها إطلاقاً، وخصوصاً للمجاملات في المناسبات والأعياد.
كذلك أخواتي يتحدثن بالضيق عن ذلك، ليس للحاجة، ولكن كرهاً للصفة ذاتها، وأحياناً نتكلم كثيراً عنها، ونحن لا نعلم إلا القليل عما تملكه، وأيضاً أخواتي يتهربن من استضافتها، ويفرضن عليّ ذلك بشكل غير مباشر.
أنا أعرف قيمة بر الأم ولكن أحتاج إلى تغيير، وأيضاً زوجي سيأتي من السفر بعد غياب عدة شهور، وبصراحة أريد أن أكون مع زوجي بحريتنا.
ماذا أفعل مع أمي دون أن أؤذي مشاعرها؟ وهل لو فرضتُ أمي على أخواتي أكون آثمة؟ وهل الحديث عن ما يضايقنا من أمي مع أخواتي يعتبر غيبة؟ وكذلك في موضوع النفقة الخاص بأمي من غرامة عدم الإقامة، وتذاكر الطيران، من يتحملها؟ وليس لدي دخل خاص بي، وما واجبي تجاهها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك مع الموقع، وكما نشكر لك حرصك على بر أمك والإحسان إليها، وسؤالك -أيتها الكريمة- تضمن فقرات عديدة نجيب عنها على النحو التالي:
أولاً: ذكركن أنت وأخواتك لأمك في غيبتها بما تكرهه من الأوصاف هي غيبة محرمة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف الغيبة بقوله: (ذكرك أخاك بما يكره)، وليس هناك ما يدعو إلى ذكر هذه الأوصاف في غيبتها، أي ليست هناك مصلحة شرعية معتبرة تبرر وتسوغ ذكرها بما تكره، فالواجب عليكم الكف عن هذا السلوك، والتوبة عما مضى.
ثانياً: بالنسبة لنفقات أمك ما دمت لا تملكين مالاً يخصك، ولا تقدرين على النفقة عليها، فإنه لا يلزمك أن تنفقي عليها، هذا فضلاً عن كونها تمتلك من الأموال ما يكفيها للنفقات، فلا يلزمك إذاً الإنفاق عليها، وإنما يجب عليها أن تنفق على نفسها من مالها؛ ما دامت قادرة على ذلك.
ثالثاً: من حق أمكم عليكم إعانتها والقيام بخدمتها في ما تحتاجه من الخدمة، ويكون ذلك متوزعاً على جميع بناتها، فإذا كانت تحتاج إلى من يخدمها ويقوم بشؤونها في بيت مستقل بها، وكانت تستطيع أن تنفق على تلك الخدمات من مالها، فهذا يكفي، ولو أعنتموها بما تقدرون عليه لكان شيئاً حسناً، وإذا كانت لا تقدر فيتقسم هذا الواجب على القادرين من بناتها.
رابعاً: ينبغي أن تعلمي -أيتها البنت الكريمة- أن البر بالوالدة باب خير كبير، ويكفي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أخبر أن الأمهات من أعظم الأسباب لدخول الجنة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الزم رجلها فثم الجنة)، وقد قال أيضاً في حديث آخر: (الوالد أوسط أبواب الجنة)، أي أفضل الأبواب التي يدخل منها إلى الجنة، فكلما بالغ الإنسان في بر والديه، واجتهد في الإحسان إليهما، وإدخال السرور إلى قلبهما، فإنه بذلك يكون رصيداً نافعاً لنفسه؛ يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
ننصحك بأن لا تقصري أبداً في أي شيء تقدرين عليه من بر أمك، دون سؤال عن كونه واجباً أو غير واجب، فإنه عمل صالح تقدمينه لنفسك وتنفعين به نفسك.
خامساً: من حق زوجك -أيتها الأخت الكريمة- أن يرفض سكن أمك معك في بيته، فلا يجوز أن تسكن في بيته إلا برضاه، وإذا كان يرضى بذلك؛ فإن من سعادتك أنت أن تكون أمك عندك في بيتك، وتقومين على خدمتها والإحسان إليها، وتذكري أن عادة الله تعالى وسنته أن الجزاء من جنس العمل، وأنك ستحتاجين يوماً إلى أبنائك وبناتك ليقوموا بخدمتك، فكما تفعلين مع أمك سيكون كذلك صنيع أولادك لك، وكما قدمنا أن خدمة الأم أمر واجب على جميع أبنائها وبناتها، ولكن من سابق إلى الخيرات فاز وظفر.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير وييسره لك.