زوجي مدمن للأفلام السيئة ولا يريد تركها، فهل أترك له البيت؟
2025-02-10 00:47:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
متزوجة منذ 18 عامًا، وزوجي مدمن على الأفلام السيئة، والصور العارية -أعزكم الله-، وقد واجهته مرات عديدة، وكل مرة يقول لي: أغلقي هذا الموضوع، لا أحب التحدث فيه.
والآن قد عاد مجددًا، ولم يتب من هذا الذنب، ويكرره، وأنا الآن في حيرة من أمري، هل أترك البيت وابني يدرس في الثانوية العامة؟ وأخوه سيلحق به من بعده -بإذن الله-، أم أصبر حتى لا أكون عبئًا على الأولاد، وعلى نفسيتهم في الدراسة؟
ولكنني أرى بأنه بتكراره للأمر لا رجاء فيه، ويقلل بركة البيت، وبركة مذاكرة أولادي؛ فهم لا يحصلون على درجات بالرغم من مذاكرتهم لدروسهم، وأنا في حيرة، هل أترك البيت أنا وأولادي بعيدًا عن ذنوب أبيهم، أم أصبر عليه؟
أفيدوني بالله عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بالنصح للزوج، ونسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنه سيء الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يصرف سيئها إلَّا هو.
نحن نشكر لك هذا الحرص على الخير، ونبشّرك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النِّعم)، فكيف إذا كان الرجل هو الزوج وأبو العيال؟!
وعليه: نتمنَّى أن تستمري في النصح، وأن تكوني إلى جواره، وأن تجتهدي في بذل الحلال له ليكفّ عن الحرام، وانصحيه، واعلمي أن وجودك معه خيرٌ من البُعد عنه، وحاولي أن تعظّمي مكانته عند أولاده، وأن تكتمي سِرّه؛ فلا تفضحي هذا الذي يحدث منه، واعلمي أن أولادك إذا كانوا أتقياء فلن يضرّهم ما يحصل من والدهم؛ لأن الله يتولى الصالحين، ويتولى المتقين، فاجتهدي في تربية أولادك، واجتهدي في تحسين صورة والدهم أمامهم.
ثم اجتهدي كذلك معه في النصح، والإرشاد، والتذكير بالله تبارك وتعالى، وحاولي أيضًا أن تقومي بما عليك تجاهه من بذل الحلال، فإننا نتعجّب من حرص المجرمات المتبرّجات على إبداء مفاتنهنَّ، وتقصير بعض الصالحات في إبداء المفاتن والمحاسن لأزواجهنَّ، وهذا ممَّا تُؤجر عليه الزوجة، ونؤكد أن بذل الحلال هو من أحسن الأبواب في سدِّ أبواب الحرام.
نسأل الله أن يُعينك على الخير، ونكرر لك الشكر على هذه المشاعر، وبالطبع لا نؤيد فكرة البُعد عنه؛ لأن البُعد عنه سيزيد الأمر سُوءًا، وستظلمين أبنائك، وأرجو أن يكون عنده من الحسنات ما يُعينه ويُعينك، على أن تجعليها مدخلاً لنصحه، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا وله الهداية، وحبذا لو نجحت في أن تجعليه يتواصل مع الموقع؛ حتى نضع له خطةً نعينه على الخروج ممَّا هو فيه.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والثبات والهداية.