قريبتي تحادث الرجال سرًا، فكيف أنصحها وأحمي أختي منها؟
2025-02-10 01:21:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر منكم عن رسالتي القبيحة..
أنا شاب من عائلة محافظة، ولدي ابنة خال تبلغ من العمر 19 سنة، ومن خلال زياراتها المتكررة لمنزلنا، ومرافقة أختي ومبيتها معها، علمت أنها عندما تأتي لمنزلنا تحادث الرجال سرًا في الهاتف، ولم أرغب بفضحها لعلها ترجع وتتوب إلى الله، ومن باب الفضول أردت فهم ما يدور في رأسها، وماذا تريد، وأنا أشهدكم أني لا أبرر لنفسي ما فعلت، وأنا أشعر بأني مخطئ بقيامي بهذا.
بعد البحث وصلتني تسجيلات هاتفية وصور، تدل على قيامها بعمل الفاحشة مع أحد الشباب، فانفطر قلبي من ذلك، وتمنيت أني لم أسمع أو أر شيئًا من ذلك، أشعر بأني سأبكي من هول الصدمة، ولا أستطيع النوم، وأنا لا أريد فضحها أو أن أتسبب بمشاكل كبيرة جدًا، أريد منها فقط الابتعاد عن أختي وعائلتي، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يهديك، وأن يجعلك سببًا لمن اهتدى، وأن يصلح بنت الخال، وأن يهديها إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.
نحن نرجو منك أن تكون سببًا للخير، وأن تكون داعيًا إلى الله، ونبشرك بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لأن يهدي الله بك رجلاً -أو امرأة- خير لك من حمر النعم"، فاجعل همك هداية هذه الفتاة، واعلم أنها أختك، فالخالة أم، والخال أخو الوالدة، فهي من عرضك، وصيانتها من الواجبات الشرعية، وعليه ندعوك إلى:
أولاً: الدعاء لها في ليلك ونهارك وسجودك.
ثانيًا: الستر عليها، والحرص على عدم إظهار هذا الأمر.
ثالثًا: محاولة إيصال النصح لها، فإن استطعت أن توصل النصح وتنبهها بأهمية الابتعاد عن هذا الطريق، وتبين لها أنها بمثابة أختك، وأنك حريص عليها، وأن هذا من مصلحتها؛ لأنك تهتم بأمرها، إن تمكنت من ذلك دون أن تتجاوز الحدود، ودون أن تكون هناك ردود فعل سالبة، فهذا حسن، وإذا كان هناك في الخالات، أو في القريبات العاقلات الفاضلات، أو حتى معلمة، أو داعية تستطيع أن توصل لها النصيحة، فأرجو أن تطلب عونهن للسعي في إنقاذها وتوجيهها.
اجتهد دائمًا في أن تكون حريصًا على أختك في وقت تواجدها عندكم، ووضح لأختك خطورة أن يتجاوز الإنسان حدوده، واجتهد دائمًا في أن لا تنفرد بأختك لأوقات طويلة، أنت عرفت الآن أن لها بعض السلوكيات السالبة، رغم أننا نتحفظ على الطريقة التي عرفت بها، وسعدنا أنك متحرج، لكن بعد أن حصل ووصلت هذه المعلومات المؤكدة، لا بد أن يكون لك دور في النصح، وأرجو أن يكون الهدف الأول صيانة هذه الفتاة؛ لأنها من عرضك؛ ولأنها بمكانة أختك.
ويجب نصحها بالطريقة المناسبة لحمايتها، وحماية بنات العائلة جميعًا، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وإذا كان الشاب الذي تتواصل معه معروف، فيمكنك التواصل معه ومطالبته بالابتعاد عن عرضك، ويكون ذلك بأسلوب تذكيره بالله تبارك وتعالى، وهذا قد يكون أسلوبًا ناجحًا عندما يعرف أن للفتاة من يغضب لها من الرجال.
ونسأل الله أن يعيننا على صيانة أعراضنا، وعلينا أن نعلم جميعًا أن صيانتنا لأعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين، كل ما طلبناه منك ينبغي أن يكون في منتهى الحكمة، وإذا كنت محتارًا في البداية، فأرجو أن تذكر لنا مواصفات هذه الفتاة، والمداخل المناسبة لنفسها، والشخص الذي يتواصل معها، والفرص التي تجدها لتدخل في هذه المخالفات؛ حتى نتعاون معًا في وضع خطة علاجية مشتركة، أنت عرفت هذا الموقع ونحن في خدمتك، وحريصون على أولادنا وبناتنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
أكرر: لا بد من عمل شيء، ولكن في هذا العمل ينبغي أن يكون الأمر بالمعروف معروفًا، وينبغي أن يكون بالحكمة والرفق واللين، وبخطوات محسوبة، وقبل ذلك الاستعانة بالله، والتوجه إليه فإن قلب الفتاة وقلوب الناس جميعًا بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.
نسأل الله لها ولبنات المسلمين ولأبنائهم الهداية.