كيف أكتسب مهارة إسعاد أقاربي وجبر خواطرهم؟
2025-02-10 01:26:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
عندي مشكلة كبيرة في التعامل مع إخوتي الذكور والإناث، ومع أبنائهم، لا أحن على الأولاد، أو أجبر بخاطرهم، ولا أبذل أي مجهود لإسعادهم.
إذا طلبت زوجة أخي أي شيء -أو أولادها- أن أعمله، أو آخذهم معي للفسحة، أو يصحبوني في نفس الطريق، لا آخذهم معي في سيارتي، ولذلك يأخذون عني فكرة سيئة.
الأب والأم يغضبون، ولا أعرف ماذا أعمل، وفي كل فترة أحاول صنع أجواء جميلة في التعامل بيني وبينهم، ولكن يحصل موقف أظهر فيه أني ليس لدي رحمة، أو لا أريد أن يحتك أحد بي، أو أظهر أمامهم أني إنسان غليظ ومتخلف، وصاحب تفكير سيء، وهذه التصرفات لا ينبغي أن أقوم بها معهم.
علماً بأني معروف في الأسرة بأني أحب أولادي جداً، وأبذل كل نفيس وغال لإسعادهم، وأتمنى لهم كل الفرح والسرور والسعادة، ولكن هذا مع أولادي فقط، ولا أعمل ذلك مع أولاد إخوتي.
أريد أن أجبر بخاطرهم، وأفرحهم، وأكلمهم بحب ولين، وأرجو أن أعمل ما يسعدهم، بدون أن يغضب إخوتي، وأود أن يذهب الإحساس السيء الذي يشعرون به من ناحيتي، وأريد أن أكون إنساناً لطيفاً، أبذل الجهد للآخرين، وأجبر خاطرهم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهمت مشكلتك، ويبدو أنك تعاني من صعوبة في التواصل الإيجابي، والحنان مع أسرتك الواسعة، بالرغم من محبتك العميقة لأطفالك.
تذكر أن الرغبة في تغيير السلوك وتحسين العلاقات خطوة مهمة جداً نحو الحل، لذا أنت على الطريق الصحيح، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
1. لا بد من التواصل الفعال؛ قد تكون هناك مشاعر أو آراء غير مفهومة بينك وبين أسرتك، حاول أن تتحدث معهم بصراحة عن مشاعرك، وما تعاني منه، قد يساعد ذلك في توضيح الأمور، وتقليل التوتر، وعليك البحث عن مكامن الخلاف، أو الأمور التي لا تحب أن تراها فيهم، وأن تنصحهم فيها برفق.
2. حاول أن تبدي امتنانك لهم بصفة عامة، الامتنان يمكن أن يحسن العلاقات ويعزز الرغبة في التعاون، والصبر على أذاهم إن بدر منهم أذى، فقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلُم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك).
3. حاول أن تتعاطف معهم، وتشعر بما يشعرون به، إذا كنت تجد ذلك صعباً، يمكنك البدء بالتفكير في كيف تريد أن يتم التعامل مع أطفالك، والتخلق بذلك مع بقية أسرتك، حاول أن تعبر بكلمة لطيفة إذا تحدثت معهم، متبعًا في ذلك الأدب القرآني: ﴿وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِیثَـٰقَ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَیۡنِ إِحۡسَانࣰا وَذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَقُولُوا۟ لِلنَّاسِ حُسۡنࣰا وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ البقرة ٨٣.
4. لا تحاول أن تغير كل شيء في لحظة واحدة، بدلاً من ذلك، حاول أن تقوم بتغييرات صغيرة وتدريجية، يمكن أن يكون هذا أكثر فعالية وأقل إرهاقاً لك.
5. إذا كنت تجد صعوبة في التعامل مع هذه المشكلة، فيمكنك الرجوع إلى شخص محترف مثل: مستشار أو طبيب نفسي، ولا تخجل من طلب المساعدة، فالجميع يحتاج إلى مساعدة في بعض الأحيان، ولا تنظر إلى نفسك أنك أصبحت كبيرًا، وتخجل من طلب المساعدة، فكلنا نتعلم حتى الممات، روى الخطيب في تاريخ بغداد-وصححه الألباني- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ).
تذكر أن التغيير ليس سهلاً، وقد يستغرق وقتاً، لكن مع الصبر والمثابرة، يمكنك تحقيق النتائج التي ترغب فيها.
أتمنى لك التوفيق في هذه الرحلة.