كنت أقوم بأعمال صالحة ثم تركتها، ما نصيحتكم؟
2023-06-15 03:34:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا صبية بعمر 16 سنة، كنت منذ زمن أصلي وملتزمة بصلاتي، وأصلي الفريضة على الوقت، وأصلي القيام والضحى، وأقرأ القرآن بعد كل صلاة، فجأة صرت لا أهتم بالصلاة والقرآن، ولا أصلي الصلاة لوقتها، ولا أقرأ قرآناً، وصرت أفكر أن الصلاة عائق من ناحية الوقت.
ابتعدت عن ربنا كثيراً، وفقدت الأمل حتى بربنا -أستغفر الله- صرت أسمع الأغاني كل يوم، وكل ساعة، وأتخيل أشياء ما لها معنى، وأطلع على الأشياء التي حرّمها ربنا.
تعبت من حالي، أحسد كثيراً وعلى كل شيء، ولا أتمنى الخير لأحد! لا أعرف ماذا أعمل؟ ودراستي أحاول أن أدرس ولكن غير قادرة، أشعر بفقدان الأمل، والحلم والشغف.
عندي نقص، أرجو أن تهتموا بي، وأحب من يحبني، رغم أني عندي أهلي، لكني فقط أهتم بالمظاهر، وأيضاً متضايقة من هذا الشيء.
أنا لست أنا، أنا شخص سيء، وعندي ذنوب كثيرة، لا أقدر أن أبدأ بداية جديدة؛ لأني خائفة من أن أخذل، لقد صرت أبتعد عن الناس، وليس عندي صديقات، وأتحسس من أي كلمة.
صرت شخصاً لا مبالي، وبارد، لا أحب ولا أكره، جربت كثيراً أن أبدأ بداية جميلة ولا ألتزم بكلامي، وكل همي الحب فقط، وهذا الشيء يضايقني.
صرت لا أفكر، وأظل أتخيل ولا أعرف ماذا أعمل بحالي، لا في حلم ولا في إرادة، ولا قادرة أن أتقرب من ربنا، ولا أغير تفكيري؛ لأني خائفة؛ لأني فاقدة الأمل.
كل ما أحاول أن أغير حالي أرجع إلى التفكير والحسد لأي شخص يحكي معي، أصير أحكي هذا لعله يحبني.
أنا تعبت من النية الخبيثة هذه، لقد تعبت من حالي وأريد حلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rawan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونحن سعداء بهذا التواصل، وسعدنا جداً أنك كنت محافظة على صلاتك وقرآنك، بل كنت محافظة على النوافل، وهذا دليل على بذرة الخير التي عندك، ودليل على أنك تعرفين الطريق الذي فيه السعادة، فنسأل الله أن يعينك على العودة إلى ما كنت عليه من الخير.
أرجو أن لا تنزعجي بهذا الذي يحدث، ولكن من المهم أن تستعيني بالله، وتكثري من الدعاء، ابحثي عن صديقات صالحات يكن عوناً لك على طاعة رب الأرض والسماوات، والمرء حيث يضع نفسه، وعليك أن تعرفي أسباب هذا البعد عن الله تبارك وتعالى، وبعض الأسباب واضحة، فإن النظر في مواقع الإنترنت والنظر في الجوال، والاشتغال بالأغاني، والأمور والمعاصي هذه من الأمور التي تحجب الإنسان عن طاعة الله.
لذلك أرجو أن تُحدِثي توبة نصوحاً، ونبشرك بأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها.
إن ربنا الرحيم العظيم ما سمى نفسه التواب إلا ليتوب علينا، وما لا سمى نفسه الرحيم إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه الغفور إلا ليغفر لنا، فعودي إلى الله واستأنفي حياة الطاعة التي وجدت حلاوتها وسعدت بها، ونبشرك بأن الإنسان يستطيع أن يعود إلى الله تبارك وتعالى ما دام في العمر بقية، وأنت في مرحلة الشباب، وكانت حفصة بنت سيرين تقول: يا معشر الشباب عليكم بالعمل -أي بالطاعات- فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب.
إذا كان هناك تقصير حاصل عندك فإننا نستبشر بهذا السؤال، وبهذا الرغبة التي تدل على نفس لوامة، فأنت الآن تشعرين بخطورة الوضع، فابتعدي عن كل ما يبعدك عن الله، وكوني مع الله واحرصي على طاعته، واعلمي أن الله يقبل الإنسان حتى لو كان عنده تقصير، فعودي إلى الله تبارك وتعالى بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد سبحانه وتعالى، وحاولي دائماً معرفة أسباب هذا التأخر والبعد عن الله؛ فإنه إذا عُرف السبب بطل العجب، وسهل بتوفيق الله وتأييده إصلاح الخلل والعطب، وأنت بحول الله قادرة على العودة إلى ما كنت عليه من الخير.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية والنجاح والفلاح.