والدتي تكثر الرفض لأمور مشروعة نحتاجها، فماذا نفعل؟
2025-02-11 21:47:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة وهي: كلما تحدثت أنا وإخوتي مع أمي في أمر نرغب في فعله -وهي غير موافقة- لا يتم، حتى لو أنه أمر عادي وغير محرم، مثل: التعليم، أو العمل.
مثال: تقدمت لوظيفة محترمة، وهي غير راضية، وكانت الأمور ميسرة، وحينما أخبرت والدتي لم يكتمل الأمر، وكذلك حينما يتقدم لأخواتي رجال صالحون ترفضهم والدتي؛ لرفضها فكرة الزواج، تكرر الأمر أكثر من مرة، وسبب رفضها هو شخصيتها المتسلطة، وليس لديها أي سبب مقنع للرفض.
استفساري: هل لذلك علاقة بقرينها؟ لأن الموضوع زاد عن الحد الطبيعي، وهي ليست قريبة من الله كثيرًا، وكل ما ترفضه لا يكتمل، وما تريده يكتمل ويتم، فما تفسير ذلك؟
مع العلم أني -والحمد لله- قريبة من الله جدًا، وأخاف الله في كل شيء أقوم به، وأبر والدتي، ولست محتاجة لشيء أبدًا.
آسفة على الإطالة وأنتظر الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دنيا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لكم الخير، ثم يرضيكم به.
لا يخفى عليك أن إرضاء الوالدة من الأمور المهمة، حتى لو كان في الوالدة تقصير، فإننا نجتهد في إرضائها، وصحبتها بالمعروف؛ لأن هذا من واجبات الشريعة، ولبر الوالدين بركات عظيمة جدًا، بل بر الوالدين سبب لتيسير الأمور، ولذلك هذه هي القاعدة الأولى التي نحب أن نؤكد عليها، وأرجو أن لا تشعروا الوالدة أيضًا بهذا الأمر، ولكن اجتهدوا في إرضائها، استمعوا لوجهة نظرها، واعلموا أنها في كل الأحوال حريصة على المصلحة، وقد يكون لديها حرص زائد على مصلحة أبنائها وبناتها.
أما بالنسبة لما يحدث، فأرجو أن ننظر إلى الأمور نظرة شرعية، فأحيانًا هذا الأمر لا يحدث؛ لأن الله لم يقدره، أو لأن الأمر ليس كما نراه نحن (وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم)، والإنسان قد يكره شيئًا وفيه الخير، فالأمر بيد الله تبارك وتعالى، فنحن لا نؤيد الربط بهذه الطريقة؛ لأن عدم رضا الوالدة حتى لو كان الأمر صحيحًا، حتى لو كان الأمر طاعة لله أنه لن يحصل إذا كانت الوالدة غير راضية؛ لأن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، ولذلك أرجو أن تغيروا طريقتكم، إذا أردتم أمر، فاجتهدوا في نيل رضاها، وأخبروها بالموضوع من وقت مبكر، وحاولوا إقناعها، فإن عجزتم فاستعينوا بالأخوال والخالات، وكل من يمكن أن يؤثر على الوالدة.
وكذلك أيضًا -قبل طلباتكم وقبل أن تقدموا على شيء- قدموا من أجل ذلك مزيدًا من البر والإحسان للوالدة؛ حتى تفوزوا بدعوة صالحة منها، فإن دعوة الوالدة أقرب للإجابة، وأنا أحب أن أؤكد أن الأمر يحدث بتوفيق الله تبارك وتعالى، فعلينا نحن أن نؤدي ما علينا، نبذل الأسباب، ثم نتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، وأي تأخير فيه حكمة وفيه خير، والأمور تحدث عندما يأتي الوقت الذي يقدره الله، مع الشخص الذي اختاره لنا الله تبارك وتعالى مع الوظيفة التي قدر الله أن تكون، ذلك المؤمن كما قال عمر بن عبد العزيز: "كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار".
وهذا لا يمنع أن تجتهدوا في الدعاء، وكثرة الاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والإكثار من "لا حول ولا قوة إلا بالله"، واتخاذ الأسباب الشرعية الصحيحة، وصلاة الاستخارة، فإن فيها الخير، والدعاء لله في السجود، وفي جوف الليل الأخير، وفي كل مواطن إجابة الدعاء، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، ثم يرضيكم به.
والله الموفق.