أخاف من الجلوس منفردة، وأعيش في عزلة، فما الحل؟
2023-07-17 00:28:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أعاني من خوف شديد من الجلوس منفردة في البيت، ولا أستطيع القيام بأي نشاطات، أو مهام، وذلك يؤثر على معدل إنجازي لمهامي تجاه بيتي وأولادي.
أيضًا أعاني من عدم القدرة على الاندماج مع الناس، حيث إنني شخصية حساسة جدًا، وأبكي بسرعة عندما أتعرض لأي إهانة، أو تصرف غير لائق من قبل الآخرين، ولا أستطيع أن أتمالك نفسي من البكاء، أبكي دون توقف، ولا أستطيع رد الإهانة عن نفسي، وهذا الشيء يأكل داخلي أكلاً عندما أتذكر الموقف، وكيف أنني لم أستطع الرد، وحينها يحضرني الرد المناسب على تلك الإهانة، أو الكلمة الجارحة التي لم أستطع الرد عليها مسبقًا، وهذا يزيد من شعوري بالغضب، حتى أنني أتخيل الموقف وأتخيل أني أرد الرد الذي وددت لو أنني استطعت رده وقتها.
أيضًا عندي إحباط شديد من فعل أي شيء، حيث أرى أنه من غير الفائدة، لا أستطيع الاستمتاع بأي شيء في حياتي دائمًا مكتئبة حزينة؛ لا يمكنني التحدث أمام جمع من الناس قليلاً كان، أو كثيرًا، أتلعثم بشدة.
أعاني صحيًا من الفايبروميالجيا، ويسمي أيضا متلازمة الألم، هكذا شخص الأطباء حالتي، حيث إن ذلك المرض ينشأ نتيجة خلل واضطرابات نفسية، ووصف لي الطبيب مادة البريجابالين ومضاد الاكتئاب لوسترال.
عند استخدام البريجابالين لأول مرة كانت هناك نتيجة ممتازة في تسكين الآلام الشديدة، والتي لا تنقطع، وبعد الاستمرار عليه لم يعد يجدي نفعًا حتى مع زيادة الجرعات.
وبالنسبة للوسترال، مع أول استخدام في الأيام الأولى شعرت بخوف شديد عند استخدام هذا العقار، فتوقفت عنه، ولم أكن أعرف أن هذا عرض جانبي مؤقت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك ذكرك في سؤالك لكل هذه التفاصيل المهمّة.
لا شك -أختي الفاضلة- أن الإصابة العضوية بالـ (فايبروميالجيا Fibromyalgia) تُسبب الكثير من الألم والانزعاج، وكما تعلمين أن الشخص الأكثر عُرضة للإصابة بهذا الاضطراب غير المعروف أسبابه بشكل دقيق إلَّا أنه ربما له علاقة بضعف المناعة العامّة، والحساسية الشديدة لكل ما يُزعج الإنسان من ألمٍ أو غيره.
أختي الفاضلة: واضح من بداية سؤالك -وما وصفت بشكل دقيق- أنك حسّاسة جدًّا من الناحية النفسية والاجتماعية، وهذا ربما ينسجم مع الحالة العامّة لـ (فايبروميالجيا) التي هي شدة الحساسية.
أختي الفاضلة: يُفيد هنا أن نفرّق بين عدة أمور، فهناك الاضطراب العضوي، اضطراب متلازمة الألم (الفايبروميالجيا)، وأيضًا هناك جانب القلق الاجتماعي، والحرج من التحدُّث مع الناس ولقاء الآخرين. ثالثًا: هناك ما يُوحي بصورة من الاكتئاب النفسي، وقد ذكرت أنت أيضًا في سؤالك أنك تشعرين بحالة من الاكتئاب، وأيضًا الأمر الرابع: خوفك من بقائك لوحدك منفردة في البيت.
ربما هذه الأمور كلها متعلقة ببعضها، بحيث إن الواحد منها يُؤدي إلى الآخر بشكل أو آخر.
أختي الفاضلة: جيد أنك راجعت الأطباء، وأترك للطبيب الذي يباشر علاجك أن يُتابع معك علاج الفايبروميالجيا، ولكن جيد أيضًا أن الطبيب وصف لك أحد مضادات الاكتئاب (لوسترال Lustral) وهو مضاد جيد للاكتئاب، ولكن كأي دواء آخر له أعراض جانبية، فقد ذكرت أنك أوقفتيه بسبب بعض الأعراض الجانبية التي لم تعرفي في حينها أنها مجرد أعراض جانبية مؤقتة.
أختي الفاضلة: بالنظر إلى كل ما ورد في سؤالك أنصحك بثلاثة أمور:
أولا: متابعة علاج الفايبروميالجيا.
ثانيًا: أن تعودي إلى دواء اللوسترال، وأن تتحمّليه ليس أقل من عدة أسابيع قبل أن تلاحظي التأثير الجيد الفعال، وتستمري عليه إن حصل التحسُّن -بإذن الله- لعدة أشهر، ويمكنك أن تتابعي هذا مع الطبيب المعالج.
الأمر الثالث -أختي الفاضلة- هو: نمط الحياة، فهو ليس بأقل من التأثير الدوائي، نمط الحياة بمعنى: عدم تجنُب الخروج ولقاء الناس والحديث معهم، فالتجنُّب لا يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدًا.
بالإضافة إلى هذا ممارسة النشاط الرياضي، ولو كان بشكل بسيط كالمشي، بالإضافة إلى التغذية السليمة، وساعات مناسبة من النوم.
أدعو الله تعالى إن استطعت أن تقومي بهذه الأمور الثلاثة مجتمعة أن يكتب لك تمام الصحة والعافية والشفاء التام.