كيف أوفق بين صيام الأيام العشر، وبين أداء الاختبارات؟
2025-02-12 21:50:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد صيام هذه الأيام الفضيلة -أيام عشر ذي الحجة-، ولكن لدي بعد 18 يومًا اختبارات نهائية، وأنا أدرس لها، وأخشى بسبب الصيام والجو الحار أن لا أستطيع التركيز في دراستي، فبماذا تنصحونني؟
أدعوا لي بالتوفيق والنجاح في اختباراتي القادمة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يُعينك على ذكره، وشُكره، وحُسن عبادته، وحرصك على الصيام في هذه الأيام الفاضلة دليلٌ على علوّ همتك في الخير، وهذا فضلٌ من الله سبحانه وتعالى وتوفيق، فنسأل الله تعالى لك مزيدًا من الهداية والتوفيق والصلاح.
ونصيحتنا لك -ابنتنا العزيزة- أن تشتغلي بما تقدرين عليه من الأعمال الصالحة التي يمكنك معها التوفيق بينها، وبين مصالحك الدنيوية، فجاهدي نفسك أولاً على أداء فرائض الله سبحانه وتعالى، ثم بعد الفرائض افعلي ما يتيسّر لك من النوافل، وهذه الأيام الفاضلة يُستحب فيها الإكثار من ذكر الله تعالى، وخاصةً التكبير، والتهليل، فإذا كان الصوم يشق عليك، وقد تتعطّل به مصالح أخرى أنت في حاجة إليها، فاحرصي على ملء الأوقات بالأعمال الصالحة الأخرى، ومن ذلك:
الإكثار من ذكر الله تعالى، وأشرف الذكر قراءة القرآن؛ والذكر عبادةٌ سهلة، ومع ذلك ثوابها عظيم، وأجرها كبير، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ)؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: (ذِكْرُ اللَّهِ). والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدًّا.
وهذه الأيام العشر -عشر ذي الحجّة- قد جاء الحديث أيضًا بالأمر بالإكثار من ذكر الله تعالى فيها، فعَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ) وقال: (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ)، وفي بعض الروايات: (فأكثروا فيهنَّ من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل).
فهذا ترغيب من النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام، وأن هذه العبادة فيها من أجل العبادات، وأعظمها في سائر الأوقات، وفي هذه الأيام على وجه الخصوص، وهي عبادةٌ سهلة، يمكنك ملء الأوقات بها، ولن تُعطّلك من تحقيق مصالحك الدنيوية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير وييسّر لك طاعته.