دعوت الله أن أتزوج لألبس الحجاب ولم أوفق إلى الآن!
2023-10-30 00:39:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أريد الزواج، وأسأل الله أن يرزقني زوجًا صالحًا عما قريب، وأسألكم الدعاء.
الأمر الذي أريد التكلم فيه هو أني أريد ارتداء النقاب -إن شاء الله- أسأل الله التوفيق، ولكني متأكدة من اعتراض أهلي، فلا أتكلم معهم في الموضوع، ومتأكدة من اعتراضهم لذلك، والحل الأنسب بالنسبة لي هو الزواج، أريد الزواج لكي أرتدي الحجاب -بعون الله- وأيضًا الزواج -الحمد لله- يبعدنا عن مضلات الفتن، وما إلى ذلك، وهذا هو هدفي، بمعنى أني أريد الزواج لكي أتجنب الفتن، وأرتدي النقاب -إن شاء الله-.
عندما أدعو الله أقول: رب استجب لي قبل الوقت الفلاني، لأني سأبدأ الدراسة، وأنا عندما أبدأ الدراسة أحب أن أكون متزوجةً، وأرتدي النقاب، لكي لا أفتن بأحد، ولا يفتن بي أحد، هذا الذي أريد، لأني أخاف أن أقع في معصية، والآن بقيت فقط ثلاثة أيام على بداية الدراسة، وشعرت وكأني فقدت الأمل أن يستجيب الله لي.
أنا أعلم أن الله سبحانه وتعالى هو علام الغيوب، هو الذي يعلم ما فيه خير لنا، ولماذا لم يستجب لي الآن، لا أعلم لماذا؟ أنا أشعر هكذا، وأقول في نفسي: أريد أن يستجيب الله لي، لأمر سيغير حياتي، وأصبح راضيةً عن نفسي، وأسأل الله أن يرضى عني، ولا أعلم لماذا أشعر هكذا، رغم أني أعلم أن الله (إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون).
أرجو منكم أن تنصحوني، وأسألكم الدعاء لي بزوج صالح عما قريب، بعون الله، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الصفا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلًا بك -أختنا الكريمة الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة، وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي بارك الله فيك ما يلي:
أولًا: نيتك في طلب العفاف ودعاء الله والتضرع إليه لا يضيع سدىً، ولكن اعلمي أن لله حكمةً لا تدركها عقولنا، وأن الله يفعل ما يريد وقت ما يريد، ولا يكون الخير إلا فيما يريد الله تعالى.
يقول بعض أهل العلم: "لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَدِ العَطاء مَعَ الإلْحاحِ في الدّعَاءِ مُوجبًا ليأسِك، فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ لا فيما تختاره لنَفْسكَ، وفي الوقْتِ الذي يُريدُ لا في الوقْت الذي تُريدُ" أي لا ينبغي لك إذا تأخر الجواب أن تيأس أو تنقطع عن الدعاء، لأن الله ضمن لك الإجابة بقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].
كلما دعوت الله وتضرعت بين يدي الله عز وجل فاعلمي أن الله قد استجاب لك، ولكن فيما يختاره لك لأنه أعلم بما يصلحك، وأعلم بالوقت الذي يصلحك، وما يدريك أن الله قد اختار لك من يسعدك في الدنيا والآخرة، ولكن لم يحن الوقت بعد.
اعلمي -أختنا الكريمة- أن المنع اليوم قد يكون عين العطاء، كما قال بعضهم: ربما منعك فأعطاك وربما أعطاك فمنعك، ولعل هذا يشمله مضمون قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
سلمي لله الأمر، ولا تتوقفي عن الدعاء، وعسى أن يكون ما يرضيك ويصلحك أقرب إليك من وصول رسالتنا إليك.
وكم لله من لطفٍ خفيٍ *** يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْر *** فَفَرَّجَ كُرْبَة القَلْبِ الشَّجِيِّ
وكم أمرٍ تُساءُ به صباحًا *** وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُبالعَشِيِّ
إذا ضاقت بك الأحوال يومًا *** فَثِقْ بالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
وَلاَ تَجْزَعْ إذا ما نابَ خَطْبٌ *** فكم للهِ من لُطفٍ خفي
ثانيًا: الدنيا التي نعيش فيها هي دار ابتلاء لا دار جزاء، قال الله: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا)، والمؤمن الصادق مع الله يدرك ذلك ويصبر على أقدار الله، حتى يأتيه الفرج من عنده.
ثالثًا: إننا ندعوك -ما دمت تخشين الفتنة- أن تحدثي والديك في رغبتك في ارتداء النقاب، حتى لو قوبل طلبك بالمنع فقد فعلت ما عليك، ولعل الله يلين قلبهم فيقبلون.
رابعًا: كذلك ندعوك -أختنا- إلى المحافظة على ما يلي:
- أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم.
- إشغال وقتك بالعمل أو التعليم أو الذكر، المهم ألا يسلمك الوقت إلى الفراغ فإنه مهلكة.
- التعرف على بعض الأخوات الصالحات فإنهن معينات لك على الطاعة، وفيهن الصالحات اللاتي يبحثن لك عن زوج من قرابتهن.
- الاقتراب من والدتك أكثر وأكثر، والحديث معها، فهي أمانك بعد الله في هذه الدنيا.
- عدم التوقف عن الدعاء، مع الاعتقاد أن الخير فيما قدر الله وقضى.
نسأل الله أن يعجل بزواجك من رجل بر تقي نقي، والله الموفق.