تبلدت مشاعري ولم أعد أشعر بماهية دوري في الحياة!
2023-12-10 21:35:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بدايةً أود أن أشكركم على جهودكم في هذا الموقع الإسلامي؛ لأنه ساعدني كثيرًا.
أنا حاليًا بأمس الحاجة لمساعدتكم؛ فأنا أمر بمرحلة تبلدت فيها مشاعري، ولا أشعر بشيء، لدرجة أني لم أعد أهتم لأي شيء حرفيًا؛ فلم أعد أهتم بنفسي، ولا لعائلتي، وكذلك دراستي، على الرغم من قرب الامتحانات؛ فأنا لم ألمس كتابًا، بالرغم من أن تخصصي صعب، ويحتاج للمذاكرة.
في الحياة لم أعد أشعر أصلاً بماهية دوري في الحياة؛ فأنا أعيش في فراغ كبير، وكأنني وقعت في بئر مظلم لا أعرف عمقه، وأنتظر فقط السقوط.
أنا ملتزمة بحجابي، ومحافظة على صلاتي، ولكني فقدت تلك اللذة التي كانت عندي، فلم أعد أعرف نفسي، وأخاف من أن تأتيني أفكار خطيرة، صحيح أنني على قيد الحياة، ولكنني مفارقة للحياة، وكأنني آلة روبوت لا تحس ولا تشعر.
دمتم في رعاية الله وحمايته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً، أود أن أشكرك على ثقتك بمشاركة مشاعرك وتجربتك هنا.
الشعور بالتبلد، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تحمل قيمةً بالنسبة لك، يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود اضطراب مزاجي مثل: الاكتئاب، ومن المهم جدًا أن تأخذي هذه المشاعر على محمل الجد، وأن تسعي للحصول على الدعم.
إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:
1. العمل على تشخيص وضعك النفسي؛ لاستبعاد الاكتئاب، ويمكنك الاستفادة من قسم الإرشاد الطلابي في الجامعة.
2. مشاركة ما تشعرين به مع شخص تثقين به يمكن أن يكون مفيدًا، وقد يكون هذا الشخص صديقة مقربة، أو أحد أفراد العائلة، أو مرشدا دينيًا.
3. التغذية الجيدة، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحتك النفسية.
4. ممارسة الاسترخاء، وتمارين التنفس؛ فهذه الممارسات يمكن أن تساعد في تقليل التوتر، وتحسين التركيز والوعي باللحظة الحالية.
5. البحث عن مصادر الإرشاد والدعم، سواءً كانت من خلال الكتب، أو المحاضرات، أو الأشخاص الذين يمكنهم تقديم الإرشاد والدعم الإيماني.
6. ضعي لنفسك أهدافًا يوميةً صغيرةً لتبدئي في استعادة الشعور بالإنجاز والسيطرة على حياتك.
أخيرًا، من المهم التذكير بأن الصلاة والتقرب إلى الله يمكن أن يكون لها تأثير كبير في منح السكينة والراحة النفسية؛ قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ﴾ [البقرة ٤٥].
وتذكري دائمًا بأن الله مع الصابرين، وأن كل تجربة في هذه الحياة هي فرصة للنمو والتطور الشخصي.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأن ييسر لك أمورك، ويفرج همك.