رفقاً بالقوارير
2006-05-16 13:27:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من تمرد زوجتي ورفضها جميع طلباتي، حتى الشرعية منها، وتحاول إظهار كرهها لي، وعدم مبالاتها بي أو بطلباتي، وذلك لأنني صفعتها بعد أن رفعت صوتها علي.
ماذا أفعل معها؟ علماً أنه لم يمر على زواجنا 8 أشهر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ قيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فرفقاً بالقوارير، وتأس برسولنا الذي بعث بالهدى والتيسير، ولم يضرب بيده امرأة ولا خادماً ولا أجيرا، وكان يصبر على زوجاته ويقدر ضعفهن، وهكذا ينبغي أن يكون العشير، وقد نهى عن ضرب الوجه والتقبيح والتشهير، وأخبر أن النساء يكثرن اللعن ويكفرن العشير، وأنهن يكفرن الإحسان ويتذكرن التقصير، ويحتفظن بالمواقف السالبة والكلمات الجارحة وإن كان خير الزوج كثيراً، فاتق الله في نفسك وأهلك، وتذكر وصية البشير، فقد حض على رعاية حق الأنثى وشبهها بالأسير، وأعظم بها من شريعة أوصت الكبير بالصغير، وجعلت الأمر بيد الرجل فهو كالأمير.
رغم أن الرجل لا يسأل فيم ضرب امرأته، إلا أننا نذكرك بأن الذين يضربون ليسوا هم الخيار، فلا تمدن يدك على زوجتك ثم تضاجعها آخر النهار، فقد تعجب من هذا الفعل رسولنا المختار.
نحن ننصحك بملاطفة هذه الزوجة، والصبر عليها كما صبر رسولنا عليه صلاة الله وسلامه على زوجاته، فإن (المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها)، وأرجو أن تعلم أن من حسن العشرة احتمال الأذى، وأن رفع المرأة لصوتها دليل على ضعفها، وكان يمكن أن تقول: لا ترفعي صوتك، أو تعاقبها بغير الضرب، فإن آخر الدواء الكي، والضرب لا يصلح مع كل النساء، فلا تستمع لوصايا الجهلاء.
ليتنا علمنا أن طبقات صوت المرأة أكثر من طبقات صوت الرجل، وأن ما يظنه الرجل رفعاً للصوت ليس كما يتصوره في كثير من الأحيان، ولعلك تذكر قصة الرجل الذي يشكو زوجته لعمر رضي الله، فسمعها ترفع صوتها عليه فرجع، فدعاه عمر وسأله فقال الرجل: جئت أشكو زوجتي فسمعت ما عندك فرجعت، فقال فاروق الأمة رضي الله عنه: فإني أصبر عليها لأنها تخدمني، وهي ظئر لولدي، وأخذ يعدد خدمات المرأة.
نحن نتمنى أن تلطف الجو، ولا بأس من أن تعتذر، لأنك لم تقصد إهانتها، ولكنك أردت تأديبها، ليس بهذه الطريقة وليس بضرب الوجه، فإن ذلك يخالف الشريعة، وغالباً ما يدل على الإهانة والتحقير، ولعل هذا هو الذي عقد المشكلة، وربما جاءت الفتاة من بيت لم يكن فيه من يضربها، وأنتم في بداية المشوار.
لابد من وقت حتى يعتاد كل منكما على صاحبه، ويقدم بعض التنازلات حتى يكون اللقاء في منتصف الطريق، ولا داعي للقلق، فإن كل واحد منكما سيعرف حدوده، ويتبين الخطوط الحمراء، فتبين لها في هدوء ما تحب وما تكره، وإذا سيطر عليك الغضب فحاول الخروج، والزم الصمت، وأكثر الذكر، وغير هيئتك، وتوضأ وصل لله وتعوذ بالله من الشيطان، وحبذا لو ذهبت إلى المسجد، ثم عدت بعد هدوء العاصفة.
في الختام وصيتنا لكما بتقوى الله وطاعته والاحتكام إلى شرعه، والمداومة على ذكره وتلاوة كتابه، وخاصة سورة البقرة حتى تخرج الشياطين، وتجنبوا المعاصي فإن الإنسان يرى أثرها في أهله وبيته وحياته.
نسأل الله أن يعيد لكم الوئام، وأن يجمعنا بكم في جنته دار الإسلام.