الوساوس أثرت على تركيزي..فكيف أتخلص منها نهائياً؟
2023-12-13 21:35:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي تاريخٌ مرضيٌ مع الوسواس منذ ٨ سنوات، أخذت دواء فافرين بلبيكس، وحالياً أدرس للدكتوراه، وأمر في بعض الأوقات بالضغط والتوتر والقلق، ومؤخراً الكثير من أفكار الخواطر أو الوسواس بكل أنواعه، أصبحت تعصف بذهني يومياً، وفي حالة من فقدان التركيز، أصبحت لا أستطيع التفكير من كثرة ما يرد عليّ، لا أستطيع مدافعته، فقط استهلاك ذهنيٌ كاملٌ، أنا أحب ربي وأرجو عبادته على الوجه الذي يرضيه -والحمد لله- أصبحت أفضل في التزامي بديني.
ولكني أشعر دائماً أنه يوجد غلاف أو غشاوة على قلبي يفصلني عن الإحساس بالإيمان، وذوق حلاوته، وكل شيء لابد أن أتأكد منه، وكل سؤال يؤدي لسؤال، مرات كثيرة أفلح في مقاومته بتهميشه وعدم الاسترسال معه، لكني أشعر بالإرهاق الذهني، وفقدان التركيز، لو تركيزي ١٠٠% يومياً أفقد ٥٠% أو أكثر في هذ الأمر، بجانب القلق والتوتر.
أريد أن أستعيد إيماني وتركيزي وهدوئي -بإذن الله- فكيف السبيل؟ وكيف أتخلص من الوساوس نهائياً؟
هذا هدفي بإذن الله، وجزاكم الله خيراً ونفع بكم الأمة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء من داء الوسوسة.
وثانياً: ننصحك -ابنتنا الكريمة- بالصبر والاحتساب أثناء مدافعتك لهذه الوساوس، فمدافعتها ومحاولة تحقيرها وعدم المبالاة بها هو الدواء الأفضل والأكثر تأثيراً، فهو أنجع الأدوية وأحسنها، وهو توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضاً في الوقت ذاته، فقد أوصى من أصيب بشيء من الوساوس أن ينتهي عن الاسترسال معها، وقد سبق في استشارة سابقة أن بين لك الدكتور محمد من الناحية النفسية الطبية أن هذا هو أمثل وأفضل طريق للتخلص من الوساوس.
وأنت بنفسك قد جربت هذا، كما قرأنا الآن في استشارتك أنك تتخلصين من الوساوس والأفكار والخواطر حين تدافعينها ولا تسترسلين معها، ولكن يبقى فقط المعاناة التي تجدينها أثناء هذه المدافعة، وهذه المعاناة قد تفقدك بعض التركيز، وقد ترهقك أحياناً، ولكن بالصبر والدوام على هذا واحتساب الأجر ستفوزين -بإذن الله تعالى- بالوصول إلى ما تحبين من الحالة الطيبة، والتخلص من هذه الوساوس، فاصبري واعلمي أن البلاء الذي يصاب به الإنسان، والمكروه الذي يقدر عليه، من الأعمال التي يجعلها الله -سبحانه وتعالى- سبباً لينال درجات ما كان ليصلها لولا هذا البلاء.
فكل ما يقدره الله خيرٌ، فإذا قدر عليك -سبحانه وتعالى- هذا الألم الذي أنت فيه، وهذه المعاناة التي تعيشينها، فاحتسبي وذكري نفسك بهذا الأجر حتى تصبري على مواصلة الطريق، ولو خف تركيزك الآن فإنه بعد ذلك سيعود إليك موفراً كاملاً، وتكونين قد بلغت ما تتمنين من التخلص من هذه الوساوس، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة أو حطت بها عنه خطيئة). ويقول في الحديث الآخر عليه الصلاة والسلام: (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته). وكلا الحديثين رواهما الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، ورواهما البخاري أيضاً في الصحيح، فإذا ذكرت هذه المعاني فإنها ستعينك على الصبر والثبات والدوام على تناول هذا الدواء الذي ليس لك دواء في الحقيقة أمثل ولا أنجع منه.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ييسر لك الخير، وأن يصرف عنك كل مكروه.