بعد موافقة أبي على من أردته زوجاً تغيرت نظرتي تجاهه!
2023-12-13 23:20:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كنت على علاقةٍ بشابٍ، وكنت أحبه كثيراً، وبعد مرور سنوات من العلاقة تقدم لخطبتي، وكان أبي يرفض تماماً؛ لأنه يظنه شاباً سيئاً، ولن يناسبني أبداً، وبعد أشهر تقدم لخطبتي مجدداً، وبعد عناء طويل وافق أبي، لكني لم أشعر شعور الفتاة التي تتزوج من تحب!
بعد مرور أيام أصبحت أقل حباً واهتماماً، وأخاف الزواج منه كثيراً، وأصبحت أفكر أفكاراً سيئةً نحوه، وأرى نقصانه قبل محاسنه، ورغم حبه لي واهتمامه لم أشعر بهذا كله، لم أشعر بوجوده، أيضاً منذ خطبتي ودمعتي لم تفارق وجنتي، وأحس بتردد، وأحياناً أريد أن أدمر كل شيء بلحظة، أفكاري مشوشة، ويخطر في بالي شخصٌ ليس لدي معه علاقةٌ تماماً، لكني أشعر بشعور غريب نحوه، ولم يفارق عقلي!
أشعر بتأنيب الضمير، ما الذي يجري لي في منامي؟ أحلامي مليئة بالمعاصي، ولدي وجع في بطني، لا أستطيع التركيز في أي شيء، أشعر بضيق وثقل في صدري، وأخاف أن أخطو خطوة الزواج ويظل وضعي هكذا، ما الذي أفعله؟ أرجو الرد على رسالتي بأسرع وقت!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
إذا كان الوالد قد وافق على الشاب، وحدثت الخطبة الرسمية، وأصبحت العلاقة في إطارها الشرعي، فنسأل الله أن يعينك على القبول بالشاب المذكور، الذي نتمنى أن يكون قد أحدث توبةً، كما نتمنى أن تكوني قد أحدثت توبةً من أي مخالفات شرعية، فللمعاصي شؤمها وثمارها المرة، ولكن أرجو أن تحسب الأمور بطريقة صحيحة، فإن ما حصل خطأ وتجاوزات، والعلاقة في الخفاء لا تمنع حصول الحلال، فنسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب.
ونوصيك بكثرة الدعاء، وقراءة أذكار الصباح والمساء، بل قراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من الذهاب إلى راق شرعي يقيمها على أسسها وقواعدها الشرعية، وضوابطها المرعية، واعلمي أن هذا العدو الشيطان لا يريد لنا الحلال؛ ولذلك هو كان يشجع ويقرب لما كانت المسألة ليست بحلال، فلما جاء الحلال جاء هذا التشويش، فلنعامل عدونا بنقيض قصده، إذا ذكرك الشيطان بما حدث من المخالفات فتذكري أولاً توبة التواب، واعلمي أن هم هذا العدو هو أن يحزن أهل الإيمان.
قال العظيم: (وليس بضارهم شيئاً). ولذلك أرجو أن تجتهدي في طرد هذه المشاعر السلبية، واجتهدي في تذكر إيجابيات الشاب، بلا شك هو فيه إيجابيات كغيره من البشر، فنحن رجالاً ونساءً لا نخلو من النقائص، ولعل من أكبر إيجابياته هذا الإصرار، أن يأتي ويطرد، يرفض الأب ثم يلح حتى يفوز بك، هذا كله مما يحسب له، ومما ينبغي أن يدفعك للتمسك به، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
ونحب أن نطمئنك بأن الحياة يمكن أن تسعدوا فيها وتكون حياة زوجية ناجحة، إذا بدأتم بتوبة لله نصوح، وبعهد مع الله بالتعاون على البر والتقوى وما فيه رضا لله تبارك وتعالى.
نسأل الله لنا ولك التوفيق، ولا نؤيد الاستعجال بالرفض، وندعوك إلى الاهتمام بالجانب الروحي، الأذكار، الصلوات، الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، الاستغفار، قراءة الرقية الشرعية.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.