هل أقبل بالخاطب الخجول الذي ظل صامتًا عند النظرة الشرعية؟
2025-03-04 01:16:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لدي سؤال بخصوص النظرة الشرعية، فقد تقدم لي خاطب، وكان ذلك عن طريق ابن خال لي، كان يعرفه من خلال حلقات تحفيظ القرآن في المسجد.
ومما عرفته عن الخاطب: بأنه على قدر من التدين، والخلق الكريم، ويسعى لحفظ كتاب الله، المشكلة الوحيدة التي واجهتني هي أنه في اليوم الذي أتى فيه بقصد الرؤية الشرعية، أحضر معه ابن خالي، وجعله يجلس معنا في المجلس، ولم يقم بسؤالي عن أي شيء، ولم ينظر إليّ، سوى نظرة واحدة عند دخولي، ولم يبتدئ بالسلام، حتى بدأت أنا، مع قدر كبير من الإحراج والخجل.
حتى بعد الاستخارة، لا أزال أشعر بضيق في صدري، ولا أستطيع أن أفهم لماذا أحضر ابن خالي؟ وهل هذا جائز شرعًا؟ لأنني أعرف أن ابن خالي ليس محرمًا، ولا يجوز لي أن أجلس معه في المظهر، الذي أجلس فيه مع شخص بقصد الرؤية الشرعية.
فهل عدم القبول، والضيق في الصدر الذي يتبعني منذ ذلك الوقت له علاقة بالاستخارة، أم أنها وساوس لا أساس لها من الصحة؟ وهل من الطبيعي أن لا يسأل شيئًا، ولا يقول شيئًا، بل ظل صامتًا يحدق بالأرض حتى ابتدأت أنا بالسلام؟ ثم ساد الصمت في المكان، رغم محاولات والدي في تجاذب أطراف الحديث.
أتمنى أن أكون قد شرحت الأمر جيدًا، فقد بلغ مني الضيق والتوتر منتهاه، وأشكركم على إجابتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Zineb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال.
إذا كان هذا الذي طرق الباب بهذه المواصفات العالية: من حُسن الخلق، والحرص على إكمال الحفظ لكتاب الله تبارك وتعالى، وكونه جاء عن طريق ابن الخال، هذه كلها مؤشرات إيجابية تدعو إلى القبول به.
وما حصل منه من سلبية في مجلس النظرة الشرعية، نلتمس له العذر؛ فكثير من الشباب يُسيطر عليه الخجل في مثل هذه المواطن، ونحن قطعًا لا نُؤيد الذي حصل، ونتمنى أيضًا أن تتاح فرصة أخرى للنظرة الشرعية؛ فالأمر كما حصل لذلك الشاب الذي عرض قصته على الشيخ ابن عثيمين، الذي جاء للنظرة الشرعية، ثم لمَّا رجع قال لم أنظر، وتملّكني الخجل، ولم أنظر بطريقة صحيحة، فقال ابن عثيمين: (يُمكَّن للمرة الثانية)، وذهب للمرة الثانية، وأيضًا حصل منه الخجل، فقال: (يُمَّكن للمرة الثالثة).
الشريعة حريصة على النظرة الشرعية، وإذا كنت أنت قد نظرت إليه، وارتحت إليه، فهو أيضًا بلا شك قد ارتاح بعد النظر، وهذا هو الهدف الشرعي من النظرة، أن يحصل بعدها انشراح وارتياح.
وما حصل من انقباض بعد ذلك ربما له هذا السبب الظاهر، وأنت مُحقّة في ذلك، ولكن ما ينبغي أن يأخذ الأمر أكبر من حجمه، ويتحول إلى نفور مستمر؛ لأنه ينبغي أن نحكم على الرجل بطريقة شاملة، ومن المهم أن تعرفي رأي والديك ومحارمك؛ لأن المحارم (الرجال) أعرفُ بالرجال.
مجيء ابن الخال معه قطعًا لا يقبل من الناحية الشرعية، ولكن لعّله أتى به لأنه المدخل الذي أوصله إليكم، ولكن الموقف من الناحية الشرعية طبعًا واضح بأن هناك إشكالاً من الناحية الشرعية؛ لأن ابن الخال أجنبي، ولا يصح أن يراك وأنت تبدين زينتك، بخلاف الخاطب الذي من حقه في النظرة الشرعية أن يراك وأن تنظري إليه.
نسأل الله أن يُعيننا جميعًا على الخير، وما حصل كان خطأً، ولكن هذا الخطأ الذي حصل لا ينبغي أن يوصل لعدم القبول، أو الضيق، وأيضًا السلبية التي كانت، وكونه لم يُسلِّم، وكونه كان ينظر إلى الأرض؛ هذا كله دليل على أنه سيطر عليه الحياء، والخجل.
إذاً عليكم بالمزيد من السؤال والاستفسار، ولا مانع من أن يتكلم إخوانك مع ابن الخال، ويسألونه عن الذي حصل، وعن طبيعة هذا الشاب، وما الذي يعرفه عنه، ولماذا كان سلبيًا يوم النظرة الشرعية؟
هذه كلها أسئلة أعتقد أن من السهولة لإخوانك أن يعرفوا ما كان عليه هذا الشاب، وحتى الوالدة يمكن أن تُخبر ابن أخيها -الذي هو ابن خالك-، وتسأله عن هذه الأمور، وتسمع تعليقه، والأعذار التي سيُقدّمها.
المهم في الشاب أن يكون صاحب دين، وفي الفتاة أن تكون صاحبة دين، فإذا توفرت هذه الشروط في الطرفين، فبعد ذلك نقول:
وكلُّ كسرٍ فإن الدين يجبره ** وما لكسر قناة الدِّين جبران.
نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.