أمي أراها موصوفة بالعين والحسد والحقد، كيف أتعامل معها؟

2025-03-05 01:30:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

توفي أبي وجئت من الغربة مع زوجي وأطفالي حتى أسكن مع أمي، حتى لا أتركها وحدها، وتيقنت بأن أمي عائن، تصيبني بألم في رأسي كل يوم.

حتى لا أطيل عليكم باختصار: عندها حسد، وغيرة، وحقد، وكره، ونميمة، وغيبة، وخبث! كنت أشك بها، وبعيدة عن عشرتها قبل الزواج، لكن الآن تيقنت وانصدمت.

هي تريد البقاء معنا وبنفس الوقت لا تريد، وتأتيها لحظة صفاء فتصفو لي، ثم تأتي أيام وهي كارهة، تنظر إلي بنظرات غضب وكره وحسد، وتصيبني بألم مبرح في رأسي، لا يذهب إلا بأن آخذ من أثرها وأتوضأ به وبالرقية الشرعية.

ماذا أفعل، أأنفصل عنها وأتركها وحدها؟ أصبحت الحياة معها كابوساً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

ما ذكرتيه -أختنا- عن والدتك إن صح فهي مريضة تحتاج إلى عناية أكثر، ورعاية مستمرة، وهو اختبار لك وابتلاء من الله لك لينظر ما أنت فاعلة.

أختنا: تذكرنا ونحن نقرأ سؤالك، تلك الرسالة التي كتبتها طبيبة تحكي فيها قدوم شاب إليها في الثلاثين من عمره مصطحباً امرأة في الستين من عمرها، شديدة القسوة معه، تضربه وتسبه، وهو يبتسم لها، تزيد فيزداد ابتساماً لها!
لما سألوه قال: هذه أمي، وهي مصابة بالجنون، وليس لها عائل غيري، فأنا من يرعاها ويهتم بشؤونها، ولما سألوه: هل أمك تعرف أنك ولدها؟ قال: لا، ولكني أعرف أنها أمي.

هذا الشاب اشترى مرضاة الله وجنته، فأوقف نفسه على خدمتها، وعزف عن الزواج والخروج، وجعل حياته وقفاً عليها.

أختنا: أمك لها حق عليك لا يمحوه شيء، وإذا لم يكن هناك من يساعدها سواك فأنت أمام الله محاسبة عنها، وتركك لها بدون رعاية منك لها هو عقوق تحاسبين عنه بين يدي الله تعالى، فالله الذي خلقك وخلقها أمرك ببرها حتى لو كانت كافرة، بل حتى لو كانت تحثك على الكفر بالله العلي العظيم، قال الله: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا).

وعليه فالواجب عليك -أختنا- ما يلي:

1- إن كان هناك من يرعى والدتك غيرك من أولادها فيجب عليكم تقاسم هذا الخير، وتحمل تبعات مرضها هذا.
2- كل الأمراض التي ذكرتها تزول بالمحافظة على الرقية الشرعية، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وقراءة سورة البقرة كل ليلة في بيتك.
3- إن فعلت كل ما يجب عليك فعله، وصبرت واجتهدت، ثم استحالت المعاشرة، وتيقنت أن بيتك سيتضرر بسبب وجودها معك، فيجوز لك استئجار خادمة تخدمها، مع متابعتها يوميًا والاطمئنان عليها.
4- إن كانت الوالدة في مرحلة تسمح لها بالزواج فأعينوها على ذلك، فوجود رجل في حياتها سيرفع عنك هم غيابك عنها.

أختنا الكريمة: أنت أم وتعلمين جيدًا فطرة الله التي فطر الأمهات عليها، فأمك قطعاً تحبك، وقد بذلت لك مثلما بذلتِ لأولادك، وهي الآن في مرحلة ضعف تحتاج إليك، فاستعيني بالله ولا تتركيها، ولا تدخلي الشيطان بينكما؛ فإنه ساع إلى تضخيم كل مشكلة، ليباعد بينك وبين أجر بِرِّك بها، وعظيم ثوابك عند الله.

نسأل الله أن يشفيها وأن يعينك على برها، والله الموفق.

www.islamweb.net