أحببت بنت خالتي وأريد خطبتها ولا أجد المال، فماذا أفعل؟
2025-03-09 00:36:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت فتاة وأحبتني، وتواصلنا معًا، وأوقفنا التواصل عدة مرات خوفًا من الله، وأملاً في أن يجمع الله بيننا في الحلال، ولأنتظر حتى أتمكن من خطبتها ماديًا.
أخبرتني -بعد أن توقفنا عن التواصل- أنه جاءها خُطَّاب ووالدها يجبرها على القبول، ولا أعرف ماذا أفعل؟! علمًا أني أسعى في تجهيز نفسي لأخطبها، وأدعو الله أن أوفق في ذلك، وهي الفتاة الأولى في حياتي، وأسال الله أن تكون الأخيرة، وهي بنت خالتي، وأُمُّها وأختها تعلمان بمرادي، لكن العائق الذي أمامي هو عائق مادي فقط.
وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sayed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، وأسال الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أخي العزيز: فقد أحسنت عندما أوقفت التواصل مع هذه الفتاة، فالتعارف العاطفي يُفضي للكثير من المفاسد، لذلك منع الإسلام هذا التعارف، وجعل التعارف داخل إطار وضوابط شرعية بما يسمى: الخِطبة، وفيها يتم التفاهم والتعارف وفق الضوابط الشرعية، والخِطبة مجرد وعد بالزواج، ولا تعني الزواج، وتبقى الفتاة محرمة على الخاطب، فهي فترة تعارف فحسب، ويمكن لأي طرف أن يفسخ الخطبة دون قيد أو شرط، ولذلك كان لا بد أن تكون علاقتك بها علاقة شرعية، منضبطة بضوابط الشرع من خلال إطار الخِطبة فقط، وقد قال رسول الله (ﷺ) في المتحابين: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح).
أخي العزيز: لا بد من أن تبادر إلى خِطبة هذه الفتاة، إذا كانت مرضية في دينها وأخلاقها لديك، وليست مخطوبة لغيرك، وتعرض الأمر على وليّها، وتُوضح له ما تجد من الحاجة لتأخيرك للزواج بسبب الإعداد له، ويُمكن أن تجعل أحد الفضلاء ممن له مكانة عند والدها، أن يشفع لك ليوافق على هذا التأخير حتى تكّون نفسك، طالما أن هذه الفتاة لا تمانع من التأخير، أو لا يلحق بها ضرر، فالأساس في هذا الأمر هو موافقة جميع الأطراف.
اعلم -أخي- أنك بحسن أخلاقك ودينك، وما يعرفه الناس عنك من استقامتك وسيرتك الحسنة، سيبادر هذا الرجل للموافقة -بعون الله تعالى-.
لا تنس أن تستخير الله تعالى، وتجتهد في الدعاء والاستغفار، حتى يوفقك الله ويبسط لك في الرزق، ويفتح لك أبواب الخير، فقد جاء في الحديث قال رسول الله (ﷺ): «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمُ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ».
وأما إذا تمت خطبتها من شخص غيرك فإنه لا يجوز لك أن تخطب على خطبة مسلم، لأن النبي (ﷺ) قال: «لَا يَخْطُبُ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ».
نسأل الله أن يعينك على الخير ويهيئه لك.