غلاء المعيشة أثر على مصروفي، فكيف أنال البركة في رزقي؟

2025-03-06 02:12:28 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا ما زلت طالبةً، وليس لدي الوقت للحصول على وظيفة، لذلك أحصل على مصروفي من والدتي؛ لأن والدي متوفى، وكل ما آخذه في الحقيقة هو معاش والدي، وهو ليس بالقليل، ولكن الأسعار في بلادنا في ازدياد غير منطقي، ومصروفي لا يكفيني، على الرغم من أن ما آخذه ليس بالقليل، وأحاول أن لا أشتري أشياءً غير مهمة، وعلى الرغم من ذلك فإن المصروف ينتهي بسرعة، وأشعر أنه ليس لدي بركة في مالي الذي أملكه، فكيف تكون البركة في المال؟ وكيف أحصل عليها؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

البركة في حقيقتها كما يقول ابن القيم -رحمه الله-: الثبوت واللزوم والاستقرار، فمنه برك البعير: إذا استقر على الأرض، كذلك تأتي بمعنى الزيادة والنماء، قال تعالى: {أن بورك من في النار ومن حولها}.

والبركة إذا ذهبت من الشيء ذهب خيره، وانعدمت ثمرته، وضعفت فائدته، لذلك حرصك على البركة خير عظيم، وسعي حكيم، واعلمي أن هناك أمورًا تُستجلَب بها البركة في الرزق، والمال، وعموم سائر الأمور، ومن ذلك:

أولاً: تقوى الله تعالى؛ فتقوى الله مجلبة لبركة الرزق، قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.

ثانيًا: الاستغفار، ومداومة التوبة؛ فهي جالبة للبركة في حياة الإنسان، قال تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}.

ثالثًا: صلة الأرحام، والإحسان إليهم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه"، ومعنى " يُنسأ له في أثره" أن تحصل له البركة في عمره، وأن يوفق للطاعات، ولعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة.

رابعًا: الإنفاق، والصدقة، والعطاء، يقول تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}.

خامسًا: تنظيم الوقت، وتحري المواسم، والأوقات الفاضلة، ووضع الخطط والتدابير، ودراسة الواقع ..الخ، وهذا من حسن الأخذ بالأسباب، وفيه بركة كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي الحديث عن صخر بن وداعة الغامدي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"، وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم في أول النهار، وكان صخر رجلاً تاجرًا، وكان يبعث تجارته في أول النهار، فأثرى وكثُر ماله.

أخيرًا: بركة المال تتحقق بالحرص على تقوى الله تعالى، التي تجعل المسلم يتقي الله فيما ينفق، وأين يضع ماله؛ لأنه يعلم أنه محاسب على كل ما ينفقه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه، حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم"، فمن علم أنه مسؤول عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، سيحرص أن يكون إنفاق هذا المال في خير، وسيعود عليه بخير، ولن ينفقه في فساد أو تفاهات.

وفي الأخير احرصي على الدعاء بالبركة، وسؤال الله تعالى أن يرزقك البركة في المال، والعافية، وفي الأمر كله، واجتهدي في ذلك، فالبركة إن حلت في شيء حصل للإنسان الخير العظيم -بإذن الله تعالى-.

أسأل الله أن يبارك فيك، وفي مالك، وأن يوفقك للخير أينما كنت.

www.islamweb.net