أحببت فتاةً لكن أهلي يرفضون زواجي منها، فما العمل؟

2025-03-06 02:52:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعمل أختي مديرةً في إحدى المدارس، وذهبت معها ذات يوم في رحلة تنظمها المدرسة، وأعجبت بإحدى المدرسات من خلال النظر فقط، ولم يحدث بيننا أي تواصل حينها، وبعد عدة أشهر قامت الفتاة بإرسال طلب صداقة لي عبر الفيسبوك، وقبلته، وعبرت لي عن إعجابها، وأنا كذلك، فتحدثنا قليلًا بهدف التعارف على بعضنا البعض من خلال الدردشة، وبعض المكالمات، وأعجبت بها مبدئيًا؛ لوجود بعض الصفات التي تعجبني، واستقر في يقيني أن لديها الحد الأدنى من الخلق للذهاب والتعرف عليها بصورة شرعية في منزلها بحضور أهلها.

عندما سألت أختي -وهي مديرتها- عنها، عبرت عن تحفظها على الفتاة؛ لأنها تظن أن هدفها من هذه العلاقة هو المادة، وهو ما لا أعتقده شخصيًا، وأختي لا تقبل أن تكون الفتاة هي المبادرة بطلب الصداقة؛ وتطور الموضوع عندما أحضرت أختي الفتاة الى مكتبها، وسألتها عن موقفها، فعبرت عن حبي بشكل صريح أمامها، فغضبت، وتعدت عليها بالدفع والإهانة التي تمس سمعتها، وقرر صاحب المدرسة فصل الفتاة، وخصم الحوافز من أختي، وبعدها طلبت منها إيقاف التواصل، وإغلاق الموضوع حتى لا تتطور المشاكل حتى اليوم.

هل أنا مذنب ومقصر تجاه تلك الفتاة، إذ لم أسع إلى رد اعتبارها ومظلمتها؟ وهل يجب أن أعطيها فرصةً للتعارف بصفة شخصية؟ علمًا أن الفتاة ما زالت شديدة التعلق بي، وشديدة التأثر بما حدث، رغم أن أهلي هددوني بمقاطعتي ومقاطعة أي مناسبة تخصني لو ذهبت للتعرف عليها، وخطبتها، وأي تواصل جديد بيننا قد يدخلني في مشاكل كبيرة معهم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا وأخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

أولًا: نحن لا ننصح بالاستعجال في إكمال العلاقة قبل تهدئة الأمور، ومعرفة أسباب رفض الأهل، ودراسة حالة الفتاة دراسةً معمَّقةً، وننصحك مبدئيًا بالتوقُّف عن التواصل؛ حتى تختبر نفسك، وحتى تُعطي نفسك والفتاة فرصةً لتسأل عنها، وتسأل عنك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير، ثم يُرضيك به.

ثانيًا: أرجو أن تعلم أن مثل هذه العلاقات التي تبدأ بهذا النوع من التوتر قد تجلب للإنسان متاعب كثيرة؛ فمخالفة العائلة والأهل سباحة ضد التيار، والإنسان لا يستطيع أن يُقدم على حياة زوجية منفردًا عن أهله؛ لأن هذا يجلب له ولزوجته وللأطفال -مستقبلاً- كثيرًا من الصعاب والمشاكل.

ثالثًا: نحن نحيي المشاعر النبيلة التي حرّكت فيك الرغبة في إنصاف الفتاة، وعدم ظلمها، بأن تردَّ لها أختك اعتبارها، وتُعينها على العمل في مدرسة أخرى، أو تُكلّم صاحب المدرسة، المهم هو رفع الظلم المادي الذي وقع عليها، كحرمانها من الوظيفة، أو نحو ذلك، وهذا عملٌ مشروع، وأرجو أن تُشارك فيه الأخت.

رابعًا: بالنسبة لاتخاذها زوجةً، وإدخالها على العائلة: فندعوك إلى أن تتوقّف لتستخير، وتستشير، وتزيد من البحث؛ لأن الإقدام على حياة بهذه الطريقة يجلب لك ولها المتاعب، وهذا ما لا نريده لكما.

خامسًا: في هذا الوقت أرجو أن يكون للعقلاء والفضلاء من أهلك دور، كالخال أو العم، أو مَن له وجاهة عند العائلة، نريدهم أن يتدخلوا، ويُصلحوا، وأن يتكلَّموا مع الأسرة في شأن تلك الفتاة، وفي فكرة الزواج.

وإذا كان في أهلها أيضًا عقلاء يستطيعون أيضًا أن يُحسنوا عرض فتاتهم، ويُحسنون التفاهم مع أسرتك؛ فهذا أيضًا سيكون جيدًا؛ المهم: لا بد أن تكون هناك مساعٍ واسعة قبل الإقدام على مثل هذه العلاقة، ومن المصلحة أن تجد مَن يتكلّم بلسانك؛ لأن إصرارك أنت على هذا الأمر قد يُوتِّر الأمور، ولكن لو جاء الخال، أو العمِّ، أو الحكيم الذي يحترمه أهلك فقال لهم: (أنا أرى أنه لا بأس من زواجك بهذه الفتاة، ثم ما هي الملاحظات التي عندكم على الفتاة؟).

سابعًا: ما حصل من تسرُّع من الفتاة قطعًا هو لا يُقبل من الناحية الاجتماعية، وهو صادم للعادات والتقاليد، ولكن الحكم في هذا الأمر بهذه الطريقة قد يحتاج إلى مزيد من التأمُّل بالنظر إلى البيئة التي أنتم فيها، وبالنظر إلى الطريقة التي تعاملت أنت فيها مع الموقف.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك ولها الخير، ثم يُرضيكم به.

www.islamweb.net