أريد التخلص من العلاقة بمن أحببته، ما الذي تنصحوني به؟

2025-03-10 02:18:32 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بنت بعمر٢٠ سنة، كنت في علاقة غير شرعية مع شخص أحببته، ولا زلت أحبه حباً كبيراً، وأكثر من نفسي، لكنه ضَمِن وجودي -كما يقولون- فأصبح لا يهتم بي كثيراً، ويعرف أنه مهما فعل سيجدني هناك بانتظاره، فأنهيت العلاقة!

الآن وبعد إنهائها أشعر بالسوء؛ لأنني لم أنهها بنية التقرب إلى الله؛ ولأنها حرام، بل لأنها كانت سيئة لنفسيتي وصحتي وسمعتي؛ ولأنه لم يعطني اهتماماً، فهل آثم لعدم حسن النية؟ وكيف أعمل إن رجع وكلمني، فهذا هو الحال في كل مرة، ننهي العلاقة، وأعد نفسي أنني لن أرد عليه، لكنني أضعف عند رؤية مكالمته أو رسالته، وأفرح وأرد عليه، فما الحل؟

بارك الله فيكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تائبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي هذه النفس اللوامة التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أنت -ابنتنا الفاضلة- في شهر الصيام، تركت طعامك وشرابك الحلال لله -تبارك وتعالى- والصائم يترك شهوته وطعامه وشرابه لله، فأنت بعد ذلك باستطاعتك أن تتركي كل شيء في هذه الدنيا؛ لأن الإنسان الذي يترك طعامه وشرابه الحلال، قادر على أن يترك المعاصي، ونسأل الله أن يهديك وأن ييسر الهدى عليك وعلينا، وأن يلهمك السداد والرشاد؛ هو ولي ذلك والقادر عليه، أيضًا الصيام ينمي عندنا روح المراقبة لله، الذي يعلم السر وأخفى.

أما ما حصل من التوقف لأسباب أخرى، فالآن اجعلي توقفك لله، واستعيني بالله وتوكلي عليه؛ ولذلك التصحيح وارد، والإنسان ينبغي إذا تاب أن يخلص في توبته لله، أن يصدق في توبته مع الله؛ لأن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه، ويظل القلب متعلقاً بالمعصية، فعمّري قلبك بطاعة الله، وراقبي الله في سرك والعلانية، وإذا حاول أن يتصل بك فلا تردي، وننصحك بتغيير الهاتف إذا كان ذلك ممكناً، ولا يسبب لك حرجاً أو إشكالاً، وقطع كل ما يذكرك به، والإقبال على الله.

إذا كان صادقًا وأرادك بعد أن يتوب، فعليه أن يطرق باب أهلك، وأنت غالية، أنت فتاة مسلمة غالية، والإسلام أراد للفتاة المسلمة أن تكون مرغوبة عزيزة، لا راغبة ذليلة، والرجل دائمًا يفر من المرأة التي تجري وراءه وتلهث، لكنه يجري خلف المرأة التي تلوذ بإيمانها وحيائها وعفتها، عند ذلك يركض خلفها ويجري خلفها، فأنت بثباتك على التوبة وبعدك عن هذا الطريق؛ ستجبرين هذا الرجل أو غيره من الرجال إذا أرادك، أن يأتي البيوت من أبوابها، وهذا هو الذي نريده، وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، ونحن لا نرضى لك بغير هذا.

ما حصل من التقصير، أنت بحاجة إلى أن تتوبي فيه للسميع البصير، ونبشرك بأن التوبة تجبّ ما قبلها، وأن التائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، وإن تصدقي الله يصدقك، ولا عبرة بما مضى، وتعوذي بالله من شيطان يأتيك بمثل هذه الوساوس، ليردك إلى الرذيلة، ويردك إلى الفحش، ويردك إلى المخالفات، والشيطان قطعًا يحزن إذا تبنا، ويغضب إذا استغفرنا، ويندم، ويبكي إذا سجدنا لربنا.

نعتقد أن الصيام فيه فرصة نادرة لتصحيح هذا الوضع، والعودة إلى الله، ونبشرك بأن الله ما سمى نفسه تواباً إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيماً إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفوراً إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، ثم عليك أن تبحثي عن صديقات صالحات يذكرنك بالله إذا نسيت، وكوني إلى جوار أسرتك، واستعيني بالله تبارك وتعالى، وتوكلي عليه.

ونشرف بتواصلك المستمر مع الموقع، من أجل أن تجدي النصيحة، والتوجيه والإرشاد، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق والقبول في هذا الشهر الفضيل، الذي هو فرصة لكل من يريد أن يعود إلى الله، ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والصدق في توبتنا.

واعلمي أن من شروط التوبة: الإخلاص فيها لله، الصدق فيها مع الله، التوقف عن الذنب، الندم على ما مضى من التقصير، العزم على عدم العود، فإن كان حقاً لآدمي رد الحقوق لأصحابها، وبعد ذلك ينبغي أن تكوني بعد التوبة أفضل، وأكثري من الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكرك الشيطان بالعودة فتذكري عقاب الله وعذابه، واعلمي أن الله يستر على الإنسان ويستر عليه، لكنه إذا مضى وتمادى في المعصية هتكه وفضحه وخذله، فاستعيني بالله واثبتي على ما أنت عليه من الخير، وصححي نيتك الآن لتكون لله تبارك وتعالى.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net